عينت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الزميل الصحفي محمد مقروف ناطقا رسميا ومكلفا بالاتصال بالجامعة، حيث ستناط به مهمة لن تكون سهلة داخل جامعة تراهن على التواصل قولا دون أن يتحول ذلك إلى فعل، وإلى استراتيجية تحكم عملها. قبل أن يصبح لقجع رئيسا لجامعة كرة القدم قدم الرجل نفسه في صورة المسير الذي يحسن التواصل والذي يدرك أهميته ودوره، بيد أن المائة يوم التي قضاها الرجل على رأس كشفت بالملموس أن التواصل حلقة غائبة في الجامعة، وأنه يتم بشكل تقليدي ومناسباتي ونزواتي في بعض الأحيان، هذا دون الحديث عن اللغة الخشبية التي يوظفها رئيس الجامعة، والتي تحولت إلى ما يشبه «التجارة» بالنسبة له، بل إن الكثير من الوقائع كشفت بما لايدع أي مجال للشك أن جامعة لقجع أبعد ما تكون عن التواصل المؤسساتي. في ندوة تقييم حصيلة مائة يوم من عمل الجامعة اعترف لقجع بأن هناك نقصا في التواصل، لكن الرجل زاد الطين بلة، «وجا يكحلها عماها»، كما يقولون، عندما قال إنه لا يمكن له أن يخصص كل وقته للرد على الاتصالات الهاتفية للصحفيين التي تفوق بحسبه المائة اتصال في كل يوم، وأن لديه انشغالاته المهنية الكثيرة، دون أن يدرك الرجل إنه إذا كان يتلقى اتصالات هاتفية وهي على أية حال لاتصل إلى رقم المائة، فإن الهدف منها هو استفساره عن أمور تخص الجامعة التي يشرف عليها، وليس عن شؤونه الخاصة، أو أموره العائلية. وإذا كان رد لقجع افتقد للباقة المفروضة في رئيس لجامعة الرياضة الشعبية الأولى في المغرب، إلا أنه كشف في الوقت نفسه منظور لقجع ومعه مكتبه الجامعي للتواصل، وكيف أن النظرة هاوية وعشوائية وتنم عن قصور في الرؤية، فعندما يختزل رئيس للجامعة التواصل في الاتصالات الهاتفية التي يتلقاها بحسبه من طرف الصحفيين وأشباه الصحفيين، وتشكل عبئا عليه، فإن رؤية لقجع للتواصل تبدو واضحة جدا ومثيرة للقرف. اليوم، قرر فوزي لقجع تعيين الزميل الصحفي محمد مقروف مكلفا بالتواصل وناطقا رسميا باسم الجامعة، وإذا كان مقروف يجر خلفه تجربة كبيرة في الإعلام الرياضي سواء داخل المغرب أو خارجه، ولديه تصوره لما يجب أن يكون عليه التواصل والآليات التي يجب أن تتوفر لديه ليؤدي دوره على النحو المطلوب ويجعل الجامعة نموذجية في مجال التواصل، إلا أنه يجب الاعتراف أن المهمة ليست سهلة مثلما يعتقد البعض، بل إنها صعبة، فهناك في الجامعة عقليات متحجرة لا تفهم معنى التواصل، وهناك في إدارة الجامعة ديناصورات استطابوا الوضع الحالي، وهناك مكتب جامعي مازال لم ينطلق بعد ولم يقدم أي بصمة ، وهناك الكثير من الحروب الخفية التي تنشب هنا وهناك. هذه العقليات بلا شك يمكن أن تصطدم بفكر رجل إعلام مهني ومحترف، لذلك فإن مهمة الزميل مقروف ليست هي أن ينوب عن لقجع في الرد على اتصالات الزملاء الصحفيين، إنها أكبر من ذلك بكثير، ولعل إحدى أبسط حلقاتها هو توفير المعلومة ثم تنظيم العمل في الملاعب ولدى الأندية من خلال ميثاق إعلامي يحكم علاقة الجامعة والأندية بالصحافيين. بالتوفيق للزميل مقروف.