استبعدت مصادر من أحزاب اليسار بأكادير إمكانية تقديم أحزاب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والتقدم والاشتراكية، والمؤتمر الوطني الاتحادي، والطليعة الاشتراكي الديمقراطي، والحزب الاشتراكي الموحد، ترشيحا مشتركا في الانتخابات الجماعية المقررة في 12 يونيو المقبل. وأفادت المصادر أن تقديم لائحة مشتركة بين الأحزاب الخمسة مستبعد لحد الساعة، بالنظر إلى الحرب الدائرة رحاها حاليا بين طارق القباج، رئيس المجلس البلدي، وعبد الرزاق مويسات، وعبد الله العروجي النائب البرلماني، على ترؤس لائحة حزب الوردة، والتي تؤثر على حسم أجهزته في أمر تقديم ترشيح مشترك. وأضافت المصادر موضحة: «اللائحة المشتركة تصطدم ببعض العقليات المتواجدة حاليا في الاتحاد الاشتراكي، والتي تتخوف من مثل هذه الخطوة لما تشكله من تهديد لمصالحها وطموحاتها». غير أنها عادت وأكدت إمكانية تقديم لائحة مشتركة للأحزاب الخمسة في حال منح الاتحاد الاشتراكي التزكية لرئيس المجلس البلدي الحالي، مشيرة إلى أن هذا الأخير يبقى من أكبر المتحمسين للتنسيق مع أحزاب اليسار لمواجهة التحديات التي تمثلها الانتخابات الجماعية بأكادير. إلى ذلك، رفض عباس مصباح، ممثل حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي في الهيئة المحلية لقوى اليسار بأكادير، المكلفة بالتنسيق بين الأحزاب الخمسة، التعليق على استبعاد تقديم لائحة مشتركة، مشيرا، بالمقابل، إلى أن تحالف اليسار الديمقراطي بالمدينة (الحزب الاشتراكي الموحد، الطليعة الاشتراكي الموحد، المؤتمر الوطني الاتحادي) تمكن من وضع لائحة مشتركة، ستكون مفاجئة للكثيرين، على حد تعبيره. وقال مصباح في اتصال مع «المساء»: «لا يمكن القول إن الهيئة المحلية لقوى اليسار انتهت صلاحيتها، لأنها لم تستنفد بعد أهدافها الإستراتيجية المتمثلة في إعادة الثقة في اليسار في المنطقة، وتقريب وجهات النظر وتوحيد الرؤى، وتشجيع التيارات التي تؤمن بالعمل الوحدوي داخل الاتحاد الاشتراكي». من جهته، قال قيادي اتحادي بأكادير، طلب عدم ذكر اسمه، «كل الاحتمالات واردة، ولحدود الساعة لم يتخذ الحزب أي قرار بخصوص الترشيح المشترك، لكن ما أود التأكيد عليه هو أننا نعتبر التنسيق مع اليسار خيارا استراتيجيا وليس انتخابيا». وفي السياق ذاته، أشار سعودي العمالكي، منسق الهيئة المحلية لقوى اليسار، ومنسق حزب التقدم والاشتراكية بجهة ورزازات- أكادير، إلى أن الهيئة تنتظر رد الأجهزة الحزبية على رسالتها بخصوص إيجاد صيغة يتم اعتمادها في ما يخص اللائحة المشتركة. وقال العمالكي: «نأمل أن نسير في اتجاه تقديم لائحة مشتركة، وهو الاتجاه الذي نميل إليه داخل التقدم والاشتراكية، وفي حال عدم حصول ذلك، فإن هناك إجراءات للعمل المشترك كالبرنامج الانتخابي والميثاق الأخلاقي». جدير بالذكر أن الهيئة المحلية لقوى اليسار بأكادير كانت قد اتفقت خلال اجتماعات سابقة على وضع برنامج انتخابي مشترك على صعيد المدينة، تتكلف لجنة تمثل الأحزاب الخمسة بوضع خطوطه العريضة وصياغته، مع الإبقاء على صلاحية إدخال تعديلات عليه، بحسب خصوصية كل حزب. كما اتفقت الهيئة على أن تكون ممثلة في مكاتب التصويت بممثل واحد ينوب عن باقي الأحزاب، للاقتصاد في الطاقات وتوظيفها في أماكن أخرى، إلى جانب وضع ميثاق أخلاقي توقعه الأحزاب الخمسة وينص على التنسيق بينها وتجنب الاصطدام خلال الحملة الانتخابية.