في أكبر حدث دبلوماسي تعرفه مدينة القنيطرة، قام، أول أمس، وفد مهم يضم عددا كبيرا من السفراء ورؤساء البعثات الأجنبية المعتمدة لدى المغرب وممثلي هيئات أوروبية، قارب عددهم الثلاثين، بزيارة عاصمة الغرب، في جولة استطلاعية ذات طابع اقتصادي واجتماعي هدفها تعريف الدبلوماسيين الأجانب بأهم المشاريع والإنجازات في المنطقة. وتدخل هذه الزيارة، في إطار الأنشطة التي دأبت على تنظيمها »المؤسسة الدبلوماسية«، بهدف تمكين السفراء المعتمدين بالمغرب من استكشاف مختلف جهات المملكة والتعرف عليها أكثر. وحسب ما جاء على لسان رئيسها عبد العاطي حابك، فإن جهة الغرب الشراردة بني احسن، لها من الإمكانيات ما يجعلها قاطرة اقتصادية بامتياز. زينب العدوي، والي الجهة، لم تترك فرصة استضافتها للسفراء الأجانب بمقر الولاية، تمر، دون أن تكشف عن المستقبل التنموي الواعد الذي ينتظر القنيطرة، خاصة في ظل الإمكانات والمؤهلات المتنوعة التي تتوفر عليها، مؤكدة عزم الجهة الانفتاح على الأسواق العالمية والمستثمرين الأجانب للتحول إلى نقطة جذب اقتصادي وقطب تنموي واعد يحقق طموحات ساكنتها. وأشارت الوالي، في كلمة ألقتها بالمناسبة، إلى المنطقة الصناعية المندمجة بمنطقة »أولاد بورحمة«، التي استطاعت خلق حراك اقتصادي في المنطقة، يمكن استغلاله، حسبها، لوضع استراتيجية للتسويق الترابي لإنعاش الاستثمار بالجهة ككل، مشددة، من جهة أخرى، على ضرورة الاهتمام بالسياحة الإيكولوجية باعتبارها وجها من أوجه السياحة البديلة، لاسيما أن عاصمة الغرب تحتضن من مظاهر الجمال الطبيعي، كمحمية »سيدي بوغابة« و»المرجة الزرقاء«، ما يمكن أن يساهم في تحويل القنيطرة إلى وجهة طبيعية للمهتمين بهذه السياحة. من جانبها، استطاعت ليلى الحموشي، مديرة المركز الجهوي للاستثمار بالجهة، في عرضها، تسليط الضوء على البنيات التحتية والمؤهلات التي تزخر بها المنطقة في كافة المجالات، والتي تؤهل الجهة لتصبح قطبا صناعيا وفلاحيا بامتياز، معززة ذلك بأرقام وإحصائيات تؤكد التطور الحاصل على أكثر من صعيد. وجددت الحموشي تأكيدها على أهمية المشاريع التنموية الكبرى التي يتم إنجازها بالجهة في إطار مختلف الاستراتيجيات الوطنية القطاعية، إلى جانب المشاريع الضخمة الأخرى المتمثلة أساسا في المحطة الحرارية ومشروع الخط السريع للقطار فائق السرعة، مؤكدة في نفس السياق على أهمية الموقع الجغرافي للمنطقة باعتبارها حلقة وصل بين شمال المغرب وجنوبه، والحاجة إلى استثمار هذا المعطى لجذب الاستثمارات المهمة. في حين لفتَ رؤساء كل من مجلس الجهة والمجلس الإقليمي والمجلس الجماعي وغرفة التجارة والصناعة إلى أن القنيطرة تجسد نموذجا للمدن المغربية الكبرى التي تعرف تطورا تنمويا مضطردا، أعطى انطلاقته عاهل البلاد محمد السادس، خاصة من خلال تدشينه للمنطقة الحرة الأطلسية، وهو ما جعل مدينة القنيطرة تساير مختلف التحولات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتنموية التي عرفها المغرب.