آلت قمة فريقي الكوكب المراكشي والوداد الرياضي إلى نتيجة التعادل دون أهداف في المباراة التي جمعت بينهما أول أمس السبت بالملعب الكبير بمراكش. وكان الوداد قريبا من تحقيق الفوز، إذ خلق العديد من الفرص السانحة للتسجيل، لكن براعة حارس الكوكب المحمدي حالات دونه وانتزاع النقاط الثلاث. وبينما حل جمهور الوداد بكثافة وقاربت أعداده 15 ألف، وبدا أن الفريق كما لو أنه يخوض المباراة بالدار البيضاء، فإن أنصار الكوكب لم يحضروا بالكثافة المطلوبة، وأثرت مقاطعة فصيل «الكريزي بويز» على الحضور الجماهيري، في وقت شهدت هوامش المباراة أحداثا لارياضية، إذ لم تسلم ممتلكات بعض الخواص من محلات وسيارات من التخريب، كما حصلت مواجهات بين بعض المتعصبين من جمهوري الفريقين انتهت بتوقيف بعضهم أو نقلهم إلى المستعجلات. وعلاقة بالمباراة قال جون طوشاك، مدرب الوداد الرياضي إن فريقه ربح نقطة واحدة لكنه خسر اثنتين، مشيرا إلى كون لاعبيه كانوا الأكثر وصولا إلى مرمى الفريق المنافس. وأكد مدرب الوداد في ندوة صحفية أعقبت مباراة فريقه أمام الكوكب المراكشي أن عناصره استعدت يومين فقط لمباراة الكوكب المراكشي، و مع ذلك كان الأداء مقنعا من خلال التفوق الميداني و نسبة التحكم في الكرة و انضباط اللاعبين على المستوى التكتيكي. و عاد مدرب الوداد للتأشير على كون فريقه ما زال يفتقد اللمسة الأخيرة و الحاسمة التي تنهي العمليات بالإيجاب، مردفا أن فريقه خلق خمس أو ست فرص حقيقية للتسجيل، لكن حارس الكوكب المراكشي، يعترف طوشاك، كان سدا منيعا حال دون تحصيل نقط المباراة كاملة، ناعتا إياه بأحسن لاعب في المباراة بعدما منعه من الفوز. و كرر مدرب الوداد تصريحه المثير الذي اعتبر فيه كلا من اللاعبين الشافني و أونداما غير موجودين في مفكرته حاسما عدم معرفته بهما كلاعبين. من جانبه اعترف هشام الدميعي، مدرب فريق الكوكب المراكشي، بقوة الوداد رغم أن لاعبيه فريقه على حد قوله خاضوا المباراة بثقة كبيرة في النفس وانضباط تكتيكي، خصوصا على خلال الربع ساعة الأولى التي اندفع فيها لاعبوه لمفاجأة خصمهم بهدف قد يكون حاسما لهم إن هم حافظوا عليه، لكن الدميعي أكد أنه اقتنع بإمكانية تحقق ذلك لاحقا ما فرض عليه تغيير نهج اللعب بعدم مجاراة الفريق الخصم المتفوق بدنيا و فنيا، أو ركوب قارب المغامرة الذي قد ينقلب في أية لحظة. وطلب المدرب المراكشي الصفح من الجمهور المراكشي الذي حظر اللقاء لعدم تمكينه من الفرجة التي يتنقل لأجلها، مستشهدا باللقاء الذي جمع فريقي النهضة البركانية و شباب الحسيمة والذي بقي في ذاكرة البعض على اعتبار أنه كان شيقا و عرف تسجيل أهداف جميلة، لكنه بالمقابل، يقول الدميعي، رمى ب»إطار تقني» هو حسن الركراكي كضحية. وقال الدميعي إن مثل هذه الصور التي تشهدها الكرة المغربية تستوجب من المؤطر حماية نفسه قبل أن يدخل خانة النعوت لدرايته المسبقة بما هو متوفر لديه من عناصر و إمكانات عليه أن يحسن توظيفها. و عبر الدميعي بمرارة عن افتقاد لاعبيه لجمهورهم الكامل في مثل هذه المباريات القوية، مشيرا إلى فصيل الكريزي بويز الذي يبقى سندا قويا بالداخل و الخارج، و الذي خلفت مقاطعته المباراة خسارة كبيرة في نفسية اللاعبين رغم تفهمهم للوضعية، متمنيا أن يجد المشكل طريقه للحل بشكل نهائي و دائم. و اعتبر الدميعي النتيجة إيجابية لفريقه من زاوية الواقعية، مضيفا أنه و المكتب المسير على قناعة تامة بما فتح من أوراش عمل و أن الوقت الذي يمكن أن يصرح فيه الفريق بملء الفم عن لعبه لأجل البطولة لم يحن بعد، لكنه أكد قوة لاعبيه في جزئيات كثيرة تجعل منهم ندا صعب تجاوزه على أرض الميدان. و هنأ الدميعي الوداد على المجموعة التي نجح في بنائها و الانطلاقة الجديدة التي أعطت إشارات قوية أنها على طريق معبدة نحو اللعب على درع البطولة.