تساءل سكان أولاد امراح، التابعة للنفوذ الترابي لإقليم سطات، عن نصيب قبائل امزاب من التنمية الفلاحية بجهة الشاوية ورديغة، وعمّ تحقق لفائدة المنطقة منذ ستة عقود على انطلاق التنمية الفلاحية بهذه السهول الغنية (التيرس)، التي كانت تسمى إلى وقت قريب بمطمورة المغرب، والتي شهدت سنة 1957 زيارة تاريخية للملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني، لإعطاء انطلاقة عملية الحرث الجماعي آنذاك (التويزة)، والتي اقترنت بعبارة الراحل محمد الخامس المشهورة "بسم الله آلفلاحة أولاد مراح". وتساءل السكان عن نصيب المنطقة من برنامج المغرب الأخضر الجديد، بعدما صنفت حسب دراسة قامت بها جامعة الحسن الأول في وقت سابق على مستوى الجهة ضمن مناطق الهشاشة. وأبرز أستاذ باحث في تاريخ المنطقة، خلال الملتقى الأول الذي نظمته جمعية قدماء تلاميذ سيدي حجاج أولاد امراح، الأحد الماضي، بعين الرباح جماعة امنيع، الكنوز والأسرار التاريخية التي توجد بالمنطقة، منها القصبات، والكهوف، والعلوة كتراث شعبي، ومآثر تاريخية أخرى تؤرخ لعهد زاهر شهدته المنطقة كمعبر رئيسي في الطريق الداخلية الرابطة بين الرباط ومراكش، وكذلك الجوانب المضيئة لحركات التصوف، خاصة الشيخ الطيب البوعزاوي، وهي كلها جوانب اعتبرها الباحث المذكور مفتاحا من مفاتيح التنمية البشرية، وتراثا مشتركا ينبغي إحياؤه والعناية به. وخلال الملتقى، ذكر الكاتب العام للجمعية بأنه تم الاتصال بالدوائر المسؤولة بولاية الجهة لتأسيس مجموعة الجماعات الست المكونة لأولاد امراح من أجل برنامج تنموي شامل للمنطقة، لكن هذا المطلب لم يحض بالاستجابة، والتمس المتدخلون، من سكان المنطقة، من وزارة الفلاحة نهج القرب والتواصل وتحسيس الفلاحين وإرشادهم بعين المكان. وأشار قدماء تلاميذ سيدي حجاج أولاد امراح إلى أن المنطقة، التي تتكون مجاليا من بلدية أولاد امراح، وخمس جماعات قروية هي سيدي حجاج وامنيع وامريزيك وأولاد فارس والسكامنة؛ اشتهرت عبر التاريخ، بما يعرف بالموروث الشعبي الثقافي المغربي، المشهور وطنيا باسم "العلوة "، تعاني من إقصاء، نتج عنه تعطيل مسارها التنموي منذ ستينيات القرن الماضي، رغم ما تزخر به المنطقة من ثروات (ثروة معدنية مهمة)، ومن كنوز تاريخية تستدعي الاهتمام والاكتشاف والحماية (قصبات تاريخية كهوف)، ورأت جمعية قدماء تلاميذ سيدي حجاج أولاد امراح أن في تخليد هذه الذكرى مفتاحا تنمويا، وجسرا للشراكات والتعاقد لفتح أوراش تنموية بشراكة مع جميع المؤسسات والفاعلين المحليين والجهويين والوطنيين. وشهدت المناسبة توقيع جمعية قدماء تلاميذ سيدي حجاج أولاد امراح لمذكرات تفاهم مع جامعة الحسن الأول، والمديرية الجهوية للفلاحة، والمديرية الجهوية للاستشارة الفلاحية بسطات.