هبطت أسعار النفط الخام بأكثر من أربعة دولارات للبرميل، أول أمس الثلاثاء، مسجلة أكبر انخفاض يومي في أكثر من عامين مع تزايد الدلائل على ضعف الطلب واستمرار الزيادة في إنتاج النفط الصخري بالولاياتالمتحدة وهو ما جعل المتعاملين يواجهون صعوبة في وضع حد لتراجع أسعار الخام المستمر منذ أربعة أشهر. وجاء التسارع المفاجئ في تراجع الأسعار، الذي بلغ 26 بالمائة منذ يونيو، مدفوعا بثلاثة أسباب: خفض توقعات الطلب العالمي على النفط وتوقعات بزيادة كبيرة جديدة في إنتاج النفط الصخري، علاوة على إحجام أعضاء منظمة أوبك عن خفض الإنتاج. وتراجعت أسعار عقود برنت تسليم نونبر في وقت سابق، وواصلت الهبوط قرب نهاية الجلسة، حيث خسرت أكثر من أربعة دولارات لتهبط دون 85 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ العام 2010، مسجلة أكبر خسارة يومية منذ 2011. وبلغ سعر برنت 85.04 دولارا للبرميل عند التسوية منخفضا 3.85 دولارات. وخسر الخام الأمريكي 3.90 دولارات عند التسوية إلى 81.84 دولارا للبرميل، مسجلا أكبر انخفاض له بالنسبة بالمائوية خلال حوالي عامين. وكانت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) نقلت، يوم الأحد المنصرم، عن علي العمير وزير النفط الكويتي، قوله إنه من غير المحتمل أن تخفض أوبك إنتاجها من النفط في محاولة لتعزيز الأسعار، لأن مثل هذه الخطوة لن تكون فعالة بالضرورة. ومن المقرر أن تلتقي «أوبك» في فيينا في 27 نونبر لبحث ما إذا كانت ستعدل حجم الإنتاج الذي تستهدفه، وهو 30 مليون برميل يوميا بحلول أول 2015. ويحث بعض أعضاء أوبك على إجراء تخفيضات عاجلة في الإنتاج لرفع أسعار النفط العالمية مرة أخرى فوق 100 دولار للبرميل. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن العمير قوله: «إن وصول الأسعار إلى 76 أو 77 دولارا للبرميل وهي كلفة الإنتاج في الولاياتالمتحدة وروسيا سينهي الانحدار الحاصل في الأسعار». وأبلغت السعودية، أيضا، المشاركين في سوق النفط، في لقاءات خاصة، بأن الرياض ستقبل انخفاض أسعار النفط بشكل كبير لفترة طويلة. وفي بداية الأسبوع الجاري، تراجعت البورصات العالمية، حيث انخفضت الأسهم الأوروبية يوم الاثنين المنصرم ليستمر الاتجاه النزولي الذي شهدته الأسبوع الماضي، بعد أن عصفت المخاوف من تعثر النمو الاقتصادي العالمي بأسواق الأسهم حول العالم. ونزل مؤشر «يوروفرست 300» للأسهم الأوروبية بحوالي 0.6 في المائة إلى 1285.31 نقطة. وكان قد مني بخسائر في الجلسات الأربع السابقة، بينما نزل مؤشر «داكس» الألماني لأقل مستوى في عام.