فاز المنتخب الوطني المغربي أول أمس الخميس على إفريقيا الوسطى برباعية نظيفة في سادس مباراة ودية يخوضها الناخب الوطني بادو الزاكي منذ عودته لقيادة «أسود الأطلس». الفوز بأربعة أهداف دون رد لا يمكن إلا أن يكون في صالح منتخبنا الوطني المقبل على خوض منافسات كأس الأمم الإفريقية على أراضيه ابتداء من شهر يناير المقبل. حتى الآن، حقق الزاكي ثلاث انتصارات عريضة على حساب الموزمبيق وإفريقيا الوسطى بأربعة لصفر وأمام ليبيا بثلاثية بيضاء، كما تعادل أمام قطر بدون أهداف وخسر أمام أنغولا وروسيا بهدفين لصفر. معنويا، الفوز بهذه الحصة يعتبر في صالح لاعبي المنتخب الوطني الذين كانوا في حاجة إلى تحقيق انتصار جديد بعد الفوز على ليبيا بمراكش بثلاثية، خاصة أن ثقتهم بأنفسهم اهتزت بعد الخسارة أمام أنغولا ورسيا والتعادل المخيب بالدار البيضاء أمام قطر. لكن، وبغض النظر عن العرض المستحسن لعناصر المنتخب الوطني في مباراة أول أمس، فإن الخصم الذي واجهناه (إفريقيا الوسطى) ليس بالمنتخب القوي الذي يمكنه أن يحرج «الأسود»، بدليل أنه خرج مبكرا من الدور التمهيدي لتصفيات كأس أمم إفريقيا بعد خسارته أمام غينيا بيساو بثلاثة أهداف لواحد، علما أنه كان جد قريب من بلوغ «كان 2013» بجنوب إفريقيا. مساء الاثنين المقبل سيواجه المنتخب الوطني نظيره الكيني في مباراة ودية جديدة بمراكش. وغادرت كينيا بدورها تصفيات كأس أمم إفريقيا بشكل مبكر على يد منتخب ليسوتو المتواضع. كنا نتمنى أن ينازل فريقنا الوطني منتخبات إفريقية أكثر قوة، كنيجيريا أو الكوت ديفوار أو غانا، لكن تواريخ «الفيفا» للمباريات الودية تتزامن مع خوض منتخبات الصف الأول لمباريات تصفيات كأس أمم إفريقيا 2015، وهو ما يحول دون مواجهة واحد من المنتخبات الإفريقية الممتازة. لكن، لا يجب أن نجعل من هذا الأمر حجة في المستقبل، لأن هذا العائق يواجه في كل مناسبة البلد المنظم ل «الكان»، فقبل كأس إفريقيا 2004 وجد المنتخب التونسي نفس المشكل وهو يبحث عن منتخبات يواجهها، لكنه تمكن من برمجة مباريات ودية خارج تواريخ «الفيفا» أمام منتخبات قوية مؤهلة إلى «الكان»، وهكذا واجه المغرب وجنوب إفريقيا قبل أقل من ثلاث أشهر على انطلاق المنافسات، وبعد ذلك توجت تونس بطلة للقارة السمراء. قبل كأس إفريقيا 2006 بمصر، وجد منتخب «الفراعنة» مشاكل في الإعداد وفي إيجاد منتخبات إفريقية لمواجهتها، وباستثناء مباراته أمام تونس في نونبر 2005، لم تواجه مصر منتخبات إفريقية أخرى فنازلت السعودية والكويت وبلجيكا والبرتغال، ثم فازت بعدها باللقب الإفريقي. أمامنا أمثلة لمنتخبات من شمال إفريقيا، ونتمنى أن يسير منتخبنا الوطني على نفس الطريق وأن يرفع الكأس الإفريقية أمام الجماهير المغربية، كما نتمنى ألا يتخذ البعض من عدم إيجاد «أسود الأطلس» لمنتخبات إفريقية من الطراز العالي لمواجهتها، حجة لتبرير أي إخفاق محتمل، لا قدر الله.