تعيش الحكومة الإسبانية هذا الأسبوع حالة ذعر، بعد تسجيل أول حالة إصابة بفيروس «إيبولا» والاشتباه في ثلاث حالات أخريات، يوم أمس، من بينها زوج الممرضة المصابة بالفيروس القاتل. وشكلت الحكومة الإسبانية خلية أزمة للبحث حول الأسباب الحقيقية التي أسفرت عن انتقال الفيروس إلى الممرضة بمستشفى كارلوس الثالث، خلال دخولها مرتين إلى غرفة مانويل غارسيا فيخو، الراهب الطبيب الذي لقي مصرعه يوم 25 شتنبر الماضي بالمستشفى المذكور، بعدما تم نقله من سيراليون بسبب إصابته بهذا الفيروس. وتوجه وسائل الإعلام الإسبانية انتقادات لوزيرة الصحة الإسبانية، آنا ماطو، بسبب عجزها في توفير الأمن الصحي للعاملين بالقطاع الطبي بالمستشفيات العمومية، وكذا بسبب فشلها في تجنب انتقال الفيروس إلى المواطنين بإسبانيا. وطلب الاتحاد الأوروبي من المسؤولين في مدريد تقديم إيضاحات حول طبيعة الحالة الصحية للممرضة المصابة، التي تعتبر الأولى من نوعها خارج القارة الأفريقية، فيما قال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، فريدريك فينسنت، إن «السلطات الإسبانية أبلغتهم بأنها مازالت تجمع المزيد من المعلومات عن كيفية حدوث الإصابة»، وهي الردود الإسبانية التي لم تقنع الخبراء الصحيين في إسبانيا، حيث يشددون على وجود خطإ ما في تطبيق إسبانيا للبروتوكول الطبي الخاص بالتعاطي مع الفيروس، تجنب الطاقم الطبي انتقال العدوى إليها. وعقدت «لجنة السلامة الصحية»، التابعة للمفوضية الأوروبية، اجتماعا يوم أمس الأربعاء، لمناقشة تسجيل حالات الإصابة بفيروس «إيبولا» خارج غرب القارة الأفريقية، في الوقت الذي كشف فيه المتحدث باسم المستشفى، فرانسيسكو أرناليس، «عن وجود أربع حالات، الأولى مؤكدة، إضافة إلى ثلاثة آخرين يشتبه في إصابتهم بفيروس «إيبولا»، ويخضعون حاليا للفحص الطبي، مشيرا إلى أنه من بين الحالات زوج الممرضة المصابة، كما أكد مسؤولو المستشفى أنه تم إجراء فحوصات لنحو 22 شخصا يُعتقد أنهم كانوا على اتصال بالممرضة بعد انتقال الفيروس إليها، أثناء عملها بالمستشفى، كما تم تطويق الإقامة التي تقيم فيها الممرضة المصابة وإخضاعها للتعقيم الطبي. وتسود إسبانيا حالة من الهلع، بعد نقل ثلاثة أشخاص آخرين إلى المستشفى، الذي يستقبل المصابين بفيروس إيبولا، لكن وحده زوج الممرضة المصابة هو «المعرض كثيرا» للإصابة بالعدوى. وأحصت السلطات الطبية 22 شخصا من الطاقم الطبي، كانوا على تواصل بالممرضة المصابة و30 شخصا شاركوا في التكفل بأحد ضحايا إيبولا في إسبانيا، الذي وصل في 22 سبتمبر الماضي قادما من سيراليون. وتطالب أحزاب معارضة إسبانية باستقالة وزيرة الصحة من منصبها، بسبب ما وصفوه بفشلها في تدبير الملف، كما تم تقديم طلب مثولها أمام البرلمان لمساءلتها بخصوص ما حدث وتحديد المسؤوليات.