احتج الصناع التقليديون بقرية الصناعة التقليدية بوجدة على تسجيل حلقة من برنامج "صنعة بلادي"، الذي تصوره القناة الثانية بتمويل من وزارة الصناعة التقليدية، مجموعة من الحرف التقليدية في فن الديكور في الزربية، والجلد، والمنتوجات النباتية، والخشب، والفخار والمعدن وأيضا في فن المعمار مثل الجبس، والخشب المعماري والزليج. الصناع التقليديون بالقرية رفضوا استغلال قرية الصناعة التقليدية مثل ديكور لهذه الحلقة ولعب دور "الكومبارس" في هذه "المسرحية" لترويج واقع بعيد عن أوضاعهم المزرية، إضافة إلى أن لا أحد من المسؤولين في مديرية الصناعة التقليدية أخبرهم بهذا العمل واكتفوا بدعوة من يرغبون في تقديمه. وأكدوا على أنهم يرفضون استعمال الكهرباء من طرف الفريق التلفزي في الوقت الذي يؤدون هم فاتورة الاستهلاك بعد رفض المديرية تحمل مصاريف قرية الصناع. "لا أحد من الصناع التقليديين بالقرية التي تحتضن 80 محلا للصناعة التقليدية، في عِلمه هذا النشاط، مع العلم أن هؤلاء المسؤولين الذين لا يعرفون أين تقع القرية ويتجاهلون وجودها ومشاكلها، يعلمون أن بذمة القرية فواتير أربعة أشهر من استهلاك الماء والكهرباء، إضافة إلى أن حارسي القرية والمنظفة بها، لم يتوصلوا بأجورهم خلال نفس الفترة"، يصرح أحد الصناع التقليديين، ثم يضيف قائلا إن الصناع المتواجدين بالقرية ساهموا من مداخيلهم الخاصة والمتواضعة لجمع قدر من المال بلغ حوالي 12 ألف درهم، وأدوها لهم لضمان استمرارهم بعملهم، خاصة أن الأيام مناسبة عيد الأضحى. خالد الدليمي، المدير الجهوي للصناعة التقليدية أوضح أن الحلقة التي يتم تصويرها تأتي في إطار برنامج وطني تشرف عليه وزارة الصناعة التقليدية "صنعة بلادي الجيل الجديد في نسخته الخامسة" وتم اعتماده عبر الإذاعة والتلفزيون على الصعيد الوطني ويتم تصوير حلقاته بمقرات قرية الصناع التقليديين، في الوقت الذي رفض التعقيب على احتجاجات الصناع التقليديين. المسؤول الجهوي أضاف أن هذا العمل هو بمثابة إشهار للقرية على الصعيد الوطني لإبراز المواهب الجديدة في هذا المجال. "اليوم يتم تصوير هذه الحلقة بوجدة بمشاركة صناع من تازة والحسيمة ووجدة التي تمثل الناظوربركان تاوريرت وجرادة وبوعرفة وفجيج"، مشيرا إلى أن تصوير هذه الحلقة تزامن مع تصوير حلقة بكلميم. يشار إلى أن الفريق التلفزي التمس غير ما مرة من الصناع الغاضبين خفض أصواتهم الاحتجاجية لتمكينهم من التصوير في ظروف جيدة، مؤكدين أن لا علاقة لهم بما يجري في القرية.