مرة أخرى يختار المهدي بنعطية عميد المنتخب الوطني لكرة القدم أن يتخلف عن حضور تجمع ل»الأسود» استعدادا لنهائيات كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم التي ستجرى بالمغرب. لقد طلب بنعطية من مدرب المنتخب الوطني بادو الزاكي إعفاءه من المشاركة في مباراتي إفريقيا الوسطى وكينيا، حتى يتفرغ للتحضير مع البايرن، علما أن الأمر يتعلق بمباراتين تندرجين في إطار مواعيد الاتحاد الدولي(فيفا)، وليس هناك ما يمنعه من حضورهما. ليست هذه المرة الأولى التي يقرر فيها بنعطية الغياب، لقد حدث ذلك في تجمع البرتغال، إذ شارك اللاعب في مباراة الموزمبيق لكنه لم يشارك في مباراة أنغولا وقيل حينها إن اللاعب كان بصدد مناقشة مستقبله الاحترافي والعروض التي كان يتوصل بها من مجموعة من الفرق الراغبة في الاستفادة من خدماته، ولا ضير في غيابه، بما أن الاختيار السليم سيعود بالنفع على اللاعب والمنتخب الوطني. بعد مباراة أنغولا غاب بنعطية عن مباراة روسيا التي جرت بموسكو، لكن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد، فعندما اقترب موعد مباراة قطر الودية التي جرت بملعب محمد الخامس زعم اللاعب أنه مصاب لكي يبقى مع البايرن ولا يشارك في المباراة، علما أنه تخلف أيضا عن المشاركة في مباراة ليبيا التي جرت بقطر. إذا أضفنا مباراتي إفريقيا الوسطى وكينيا فإن مجموع مباريات الزاكي مع المنتخب الوطني بعد تسلمه مهام قيادته سيصل إلى سبع مباريات بالتحديد، شارك العميد بنعطية في واحدة منها فقط، وهو أمر يطرح الكثير من علامات الاستفهام. عندما كان نور الدين النيبت أفضل مدافع في تاريخ الكرة الإفريقية عميدا ل»الأسود» لم يكن اللاعب يرفض دعوة المنتخب تحت أي ظرف، لقد كان يلبي النداء مع أنه لعب أيضا لفرق كبيرة كسبورتينغ لشبونة وديبورتيفو لاكورونيا وتوتنهام، ولم يكن أبدا يقول إنه يبحث عن مكانته مع فريقه، أو يختار المباريات التي يشارك فيها. لقد كان بنعطية في الكثير من المرات يعطي دروسا في الوطنية لزملائه اللاعبين، ونتذكر كيف أقام الدنيا ولم يقعدها ولوح بإعلان اعتزاله الدولي إذا لم يكن الرهان هو الفوز بكأس إفريقيا للأمم. اليوم ها هو الرهان يلامس السحاب، لكن أين هو بنعطية ولماذا أصبح يفضل البايرن على المنتخب الوطني؟ هذا دون الحديث عن أن بيب غوارديولا مدرب البايرن لن يتردد في الضغط على اللاعب حتى لا يشارك في الكأس الإفريقية بالمغرب. فهل من المقبول أن يكون عميد «الأسود» آخر من يلبي النداء، وهل من المعقول في سبع مباريات أن يشارك في واحدة، وأين هو دور القائد الذي من المفروض أن يجمع زملاءه اللاعبين ويشحذ هممهم؟ للأسف بنعطية أخطأ في حق المنتخب الوطني، والخطأ الأكبر هو أن يعتقد الطاقم التقني ل»الأسود» أن مستقبل المنتخب الوطني يتوقف على لاعب واحد حتى لو كانت قيمته الفنية كبيرة. مثل هذه التصرفات لا يجب أن يكون لها وجود في منتخب الزاكي، كما أن التعامل معها بلامبالاة أو بتسامح من شأنه أن يفجر المجموعة ويفتح الباب أمام التسيب. المنتخب الوطني أهم من البايرن، وإذا لم يفهم بنعطية هذا الأمر جيدا، وإذا اعتقد أن منتخبا يراهن على مشاركة متميزة في كأس إفريقيا هو ألعوبة بيده فإنه مخطئ، أما الخطأ الأكبر فهو التعامل بشكل تفضيلي مع بنعطية.