استمع الوكيل العام للملك بالدارالبيضاء إلى أحد السجناء، بعد انفراد «المساء» بنشر تفاصيل فيديو، يتهم من خلاله الأخير، بعد خروجه من السجن، مسؤولين أمنيين بالدارالبيضاء بتزوير محاضر، والزج بأبرياء في السجن، بعد متابعتهم بتهم وهمية، إضافة إلى التعامل مع مشتبه بهم في الاتجار في المخدرات. واستمع نائب الوكيل العام للملك بتفصيل لصاحب الفيديو، بعد الشكاية التي قدمها إلى الوكيل العام للملك يخبره من خلالها أنه قرر وضع حد لحياته جراء الظلم الذي لحق به من طرف الأمنيين المذكورين، بعد أن توبع السجين بمحضر يقول إنه مزور ولم يحمل تصريحاته، كما حجز لديه مبلغ 470 درهما احتسب على أنه محصل من تجارة المخدرات، رغم أنه لم تحجز لديه أي قطعة من مخدر الشيرا. وعلمت «المساء» من مصدر مطلع أن الوكيل العام للملك أحال الضحية، صاحب الفيديو، على رئيس الشرطة القضائية بأمن الحي الحسني، الذي استمع إليه رفقة رئيس فرقة مكافحة المخدرات وأمنيين آخرين في محضر قانوني تم فيه تدوين معلومات مهمة تتضمن أسماء أمنيين ومشتبه بهم في الاتجار في المخدرات بالدارالبيضاء. واتهم الضحية في كل من الفيديو، الذي حصلت عليه «المساء»، والشكايات الموجهة إلى كل من الوكيل العام للملك ووزارة العدل، ضابطا آخر، تبين أنه معتقل بدوره بسجن عكاشة لاتهامه بتلقي رشاوى من مهاجر مغربي هولندي الجنسية. ويقول الضحية إن اعتقاله جاء انتقاما منه لتقديمه شكاية ضد صديق مسؤول أمني، تبين أنه من بارونات المخدرات، ومن ذوي السوابق العدلية في الاتجار الدولي في المخدرات، نظرا إلى عمله بميناء الدارالبيضاء. وحملت الشكاية أسماء بارونات مخدرات بالدارالبيضاء يتم التستر عليهم من طرف ضباط أمن معروفين بفرقة مكافحة المخدرات، علما أن المشتبه بهم مبحوث عنهم بموجب مذكرات بحث على الصعيد الوطني. وطالب الضحية كلا من نائب وكيل الملك ورئيس الشرطة القضائية للحي الحسني، أثناء استدعائه، بفتح تحقيق شامل للتأكد من صحة أقواله، مشيرا إلى أنه يتوفر على حقائق أخرى تخص عمل أمنيين بالدارالبيضاء وأسماء تتاجر في المخدرات بالمدينة، مضيفا أنه تجرع مرارة الظلم بعد الزج به في السجن ظلما بمحاضر لم يوقعها ولم تدون بها تصريحاته.