تعرضت إحدى سيارتي دورية تضم مجموعة من جنود البوليساريو، قرروا العودة إلى المغرب، لانفجار لغم تسبب في مصرع شخصين وجرح خمسة آخرين ثلاثة منهم إصاباتهم بليغة، خلال مطاردة هوليودية. الحادث وقع بينما كانت الدورية العسكرية، الجمعة 19 شتنبر 2014، تحاول الهروب في اتجاه المغرب عبر الجدار العسكري، قبل أن تتعرض لمطاردة قوات عسكرية أخرى تابعة للبوليساريو كانت مهمتها إخضاع الدورية ولو بالقوة وإعادتها إلى الناحية العسكرية. الدورية الهاربة كانت تضم 15 عسكريا قرروا الهروب جماعيا من الناحية العسكرية التي ينتمون إليها، على خلفية صراعات خطيرة بين أفراد الدورية وبعض رؤسائهم، اتهموا بعدها بتأليب الجيش والسعي إلى خلق الفتنة بين أوساطه والتخابر مع جهات معادية وتكوين خلايا عسكرية للتحضير لانقلاب عسكري والسعي إلى خلق انشقاقات داخل عناصر الجيش الصحراوي، وهي التهم التي صارت السلاح الجديد للبوليساريو لإخضاع معارضيها وتركيعهم. مقربون من عائلات الضحايا، حسب منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف، الذي أورد الخبر، أكدوا أن إحدى العائلات تأكدت من قريب لها، كان آخر المتصلين بابنهم على متن السيارة المنفجرة، أن الضحية طلب منه إخبار العائلة بأنه يسعى رفقة مجموعة من أصدقائه للهروب بشكل جماعي إلى المغرب، وأخبره بنية خروجه في الليلة التي وقعت فيها الحادثة. وأكد أحد الناجين أن الدورية الهاربة تعرضت لمطاردة هوليودية من طرف قوة عسكرية تابعة للبوليساريو، مما اضطرها للدخول في حقل ألغام لم يتبينه السائقون بسبب انعدام الرؤية ونتيجة إطفائهم الأنوار بهدف التمويه، مما أدى إلى انفجار إحدى السيارتين، فيما توقفت السيارة الثانية مباشرة بعد الانفجار خوفا من التعرض لنفس المصير، وسلمت نفسها للفرقة المطاردة. ومباشرة بعد تدخل جهات عليا في الموضوع ظهرت رواية جديدة غير تلك التي تعرفها عائلات الضحايا وأفراد الدورية الناجون، حيث جاءت أوامر صارمة بضرورة طي الملف مخافة تأجيج الرأي العام وإعطاء صورة سيئة عما يسمى «الجيش الصحراوي»، الذي أصبحت عناصره تسابق الزمن للهروب من النواحي العسكرية التي تشرف عليها البوليساريو. الرواية الرسمية المشوهة تم ترويجها بعد عقد اتفاق مشبوه مع الضحايا قبلوا من خلاله تحت الضغط رواية جديدة تطمس الحقيقة مفادها أن السيارتين كانتا تمارسان نشاطا اعتياديا ضمن دورية قرب الحدود المغربية فتعرضت إحدى السيارتين لانفجار لغم أرضي أثناء تعقبها بعض المهربين.