بعد مرور ثلاث جولات على بداية الدوري المغربي الاحترافي لكرة القدم،تعالت أصوات الاحتجاجات من طرف بعض الأندية الوطنية لبرمجة مبارياتها زوالا دون مراعاة لعامل الحرارة الذي يرهق اللاعبين، حيث اشتكى مدربا فريقي الجيش الملكي والمغرب التطواني من سوء برمجة مباراتهما عن الجولة الماضية في الثالثة زوالا مفضلين اللعب تحت الأضواء الكاشفة،وسار على نفس المنوال المصري طارق مصطفى مساعد مدرب الدفاع الحسني الجديدي الذي استغرب لبرمجة مباراة فريقه أمام شباب أطلس خنيفرة يوم الأحد الماضي على الساعة الواحدة زوالا،مؤكدا أنه لم يسبق له طيلة مسيرته الرياضية أن لعب في هذا التوقيت غير المناسب بحسبه. بالجارة الإسبانية، ألزم الإتحاد الإسباني لكرة القدم أندية ريال مدريد وإفس برشلونةوأتلتيكومدريد على إجراء مباراة كل شهريوم السبت على الساعة الرابعة عصرا أو الأحد على الساعة الثانية عشرة زوالا، ولم يشتك أحد من هذا التوقيت ولم يخرج أي طرف بتصريحات تنتقد عمل لجنة البرمجة في احترام تام للاختصاصات. عندنا يحدث العكس فعوض تشخيص أسباب الهزيمة أوالتعادل بالبحث عن سوء المردود التقني أو البدني للاعبين وغياب النجاعة الهجومية وقلة فرص التسجيل وندرة الأهداف، يختفي بعض المدربين وراء مسببات واهية وغيرمعقولة يعلقون عليها خيباتهم، بانتقاد توقيت برمجة مبارياتهم التي لا تروقهم وهي وسيلة تعودوا عليها للضغط على لجنة البرمجة لمراجعة حساباتها معهم باختيارتوقيت يراعي مصالحهم،وهو أسلوب أكل عليه الدهر وشرب لذا فالمطلوب اليوم احترام عمل لجنة البرمجة التي وضعت برنامجا شاملا يخضع لمبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الأندية على حد سواء يجبرها على خوض مباراة كل شهرفي الواحدة أوالثالثة زوالا مع مراعاة إكراهات حقوق النقل التلفزي،ومن الحسنات التي تحسب لهذه اللجنة أنها وضعت برمجة قارة للخمس الدورات الأولى بتحديد موعد وساعة المباراة لمساعدة المدربين على تطبيق مخططاتهم وفق برنامج مدروس. الاحتراف قبل كل شيء هو عقلية واحترام للإختصاصات وإحساس بالمسؤولية وتواصل أيضا،وفي غياب هذه الأركان الرئيسية لأي احتراف حقيقي منشود تحضرالعشوائية والارتجالية والمحاباة لهذا الطرف وذاك (ولي بغا يربح العام طويل).