في حادث غير مسبوق، أغرقت المياه العادمة، الجمعة، مقبرة الرحمة بحي النهضة بمدينة تاوريرت، واجتاحت مياه «الواد الحار» مقابر المسلمين، ضمنها قبور المستشار الملكي الراحل مزيان بلفقيه ووالديه، الأمر الذي خلف تذمرا واستياء عميقين وسط المواطنين الذين هرعوا إلى المقبرة لتفقد موتاهم. حادث انفجار الأنبوب الرئيسي لتصريف مياه الواد الحار وتلوث المحيط وانتشار الروائح الكريهة، أثار سخطا واستنكارا شديدين وسط السكان، وحرك في ذاكرتهم فضيحة اختلاط الماء الشروب بالمياه العادمة قبل أشهر بسبب تقاطع قنوات توزيع الماء الشروب بقنوات الصرف الصحي، دون الحديث عن تلوث وتسمم مياه «واد زا» بسبب مخلفات وحدات تصبير الزيتون ونفاياتها. نشطاء على شبكة التواصل الاجتماعي «فايسبوك» من تاوريرت نشروا شريطا حيا للحادث عبر «اليوتوب» وصورا لمقبرة الرحمة أثناء اجتياح المياه العادمة للقبور حيث انهار بعضها بفعل تسربات مياه الصرف الصحي المتعفنة داخلها. الجالية المغربية بالدول الأوروبية المتحدرة من المنطقة تفاعلت مع الحدث عبر شبكة التواصل الاجتماعي ونددت بهذا الوضع، واعتبرته انتهاكا لحرمة مقبرة الرحمة واستهتارا بموتى المسلمين، ودعت في الوقت نفسه المسؤولين إلى التدخل العاجل لإنقاذ المقبرة.