كشفت مصادر مطلعة ل«المساء» معطيات مثيرة حول عصابة متخصصة في سرقة السيارات الفارهة في كل من مدينة فاسوتازة والحاجب ومكناسوصفرو والخميسات، وأزرو، بعد إلقاء القبض على بعض أفرادها بداية شهر شتنبر الجاري، وهم في حالة تلبس بقيادة السيارات المسروقة في حالة سكر طافح في منتجع إيموزار بنواحي مدينة صفرو. وقالت المصادر إن ضحايا هذه العصابة يعدون بالعشرات، حيث إن المدن المعنية، شهدت، في الآونة الأخيرة، تقاطر شكايات على عدد من دوائر الأمن والدرك، تتحدث عن اختفاء سيارات فاخرة. وأكدت التحريات الأولية التي بوشرت، بعد إلقاء القبض على بعض المتهمين، اعتراف أحدهم بأنه يقف وراء سرقة ما يقرب من 15 سيارة فارهة. وحجزت النيابة العامة، لدى أربعة عناصر متهمة بالانتماء إلى هذه الشبكة، مفاتيح مزورة، وأقراصا مدمجة تستخدم لإعادة برمجة السيارات بعد سرقتها، كما حجزت آلات حديدية، وقنينات غاز مسيل للدموع لمواجهة أي رد فعل من قبل أصحاب السيارات، وأسلحة بيضاء تستعمل لشل حركة الضحايا، وقفازات خاصة لتفادي ترك الآثار بعد تنفيذ الجريمة، لدى أفراد هذه المجموعة المعتقلة. وقال مقاول سبق له أن تجرع مرارة سرقة سيارته إنه أصبح ينام فيها، خوفا من أن تطالها السرقة من جديد، بينما أشار ضحية آخر، في لقاء لهم مع «المساء»، إلى أنه أصبح يضطر إلى ربط كلبته إلى السيارة، كإجراء احتياطي، وآخر يضطر إلى النوم في شرفة شقته لمراقبة السيارة. وتفضل العصابة المذكورة سرقة آخر صيحات السيارات، وتعمد إلى إخفائها عن الأنظار في أحد دواوير جماعة محيطة بمدينة فاس، حسب تصريحات بعض المتضررين، قبل أن تعيد بيعها لمتخصصين في تسويق السيارات المسروقة في السوق السوداء. وكشفت التحريات الأولية التي بوشرت في قضية هذه العصابة أن أحد المتهمين بشراء هذه السيارات يقطن ببلدة مجاورة تابعة لمدينة تازة. وكشفت المصادر أن ضمن ضحايا هذه العصابة رجل أمن يعمل في مصلحة الشرطة القضائية بولاية أمن فاس، وقالت إن «تحريات خاصة» لهذا الشرطي هي التي قادت إلى سقوط المجموعة الأولى للعصابة، في منتجع إيموزار كندر السياحي، حيث توصل ب»إخبارية» تفيد بأن سيارته تجوب أرجاء المنتجع، رفقة سيارة أخرى مسروقة، بينما سائقاهما يتلذذان، وسط صخب الموسيقى، باحتساء الجعة، بمعية عدد آخر من الأشخاص، بعدما عمد أفراد العصابة إلى إدخال تعديلات جذرية على أرقام لوحتيهما. وتعرضت السيارتان للمطاردة، ونجحت إحداهما من الفرار من قبضة المواطنين، بينما تم إلقاء القبض على السيارة الثانية التي عمد صاحبها إلى الفرار بسرعة جنونية، ما أدى إلى ارتطامه بعدد من الأكشاش، في معرض تجاري، وارتكاب حوادث سير كادت أن تكون مميتة. وبينت التحريات أن السائق، وهو بدون مهنة ولم يسبق له أن ولج أي مؤسسة تعليمية، لا يتوفر على رخصة سياقة، وكان في حالة سكر، وأظهرت التحقيقات أنه عمد إلى تغيير لوحتها، وبأن مالكها الأصلي يتحدر من منطقة «عين تاوجطات» بنواحي مدينة مكناس. واعترف المتهم في هذه القضية بأنه سبق أن أدين بالسجن لأكثر من أربع مرات بتهم لها علاقة بالسرقة، وكشف عن معطيات مثيرة تتعلق بتقنيات سرقة السيارات الفارهة، وذكر بأنه سبق له أن اقترف رفقة أشخاص آخرين، ما يقرب من 15 جريمة سرقة سيارة بكل من مدينة فاس والحاجب وأزرو وتازة والخميسات. وقال إن أفراد العصابة متخصصون فقط في سرقة سيارات من نوع «ميرسيديس 207، و190، و310، لسهولة فتحها وتشغيلها، بينما أوضحت المصادر بأن العصابة متهمة بسرقة ماركات أخرى من السيارات ذات الأثمنة الباهظة. وقال إن العصابة تعمد إلى تغيير أرقام السيارات بأخرى مباشرة بعد سرقتها، وهو ما تأكد عندما تم العثور بحوزة المعتقلين على آلة خاصة بتغيير لوحات السيارات، قبل أن تحول لتباع لأحد الأشخاص في بلدة تاهلة، بنواحي تازة. وجرى اعتقال ما يقرب من أربعة أشخاص متهمين بالانتماء إلى هذه الشبكة، لكن متضررين طالبوا، في إفادات ل»المساء»، بتعميق البحث حول مصير العشرات من السيارات المسروقة، ووضع اليد على «زعماء» هذه العصابة، التي تجني أموالا طائلة من وراء هذه العمليات، بينما يتكبد أصحاب السيارات خسائر مادية ومعنوية كبيرة.