يرتقب أن يتم توقيع اتفاقيات تضع خارطة طريق لستة قطاعات فلاحية خلال المناظرة الوطنية للفلاحة التي ستشهدها مدينة مكناس يوم غد الثلاثاء، بحيث تتناول تلك الاتفاقيات قطاعات الحبوب والبذور والحليب والبواكر واللحوم الحمراء والزيتون. وتوفر هذه الاتفاقيات، التي تندرج ضمن السياسة الفلاحية الجديدة المؤطرة بالمخطط الأخضر الذي أعلن عنه خلال المناظرة الوطنية الأولى للفلاحة، رؤية تسترشد بها تلك القطاعات خلال الخمس سنوات القادمة، بحيث أفاد مصدر فلاحي مطلع بأن القطاعات التي سيجري التوقيع على الاتفاقيات بشأنها هي التي استطاعت أن تتوصل من خلال مفاوضات مع وزارة الفلاحة إلى تصور حول الطريقة التي ستعمل بها جميع سلاسلها الإنتاجية. وإلى حدود يوم الجمعة الماضي، كانت بعض الاتفاقيات التي سيجري التوقيع عليها، تنتظر تأشيرة وزير الاقتصاد و المالية على حجم الدعم الذي ستخصصه الدولة من ميزاينتها العامة لتلك القطاعات، غير أن المصدر سالف الذكر، أكد أن الوزارة لن تبدي أي تحفظات على الاتفاقيات، التي كانت موضوعا للعديد من جولات المفاوضات خلال الأشهر التالية. و لم ينف المصدر ذاته إبداء القطاعات المعنية تحفظاتها على أغلفة الدعم الذي تنوي الدولة رصده لمواكبتها، غير أنه شدد على أن تلك الاتفاقيات التي تمتد على الخمس سنوات القادمة، قابلة للتحيين أثناء تنفيذها، على ضوء المستجدات التي ستعرفها القطاعات، مما قد يدفع السلطات العمومية إلى مراجعة حجم الدعم الذي ستخصصه لها. ويأتي تحديد سنة 2014 كأفق أقصى لتلك الاتفاقيات، بالنظر إلى ال تطورات التي سيشهدها القطاع في تلك السنة، بحيث ستشهد نهاية العمل بالإعفاء الضريبي الذي يستفيد منه القطاع، كما تم الإعلان عن ذلك في السنة الفارطة، ودخول السياسة الفلاحية الأوربية المشتركة حيز التطبيق بما لها من تداعيات على القطاع في المغرب، بحيث إن ذلك الأفق سوف يشكل فرصة لإعادة تحيين الاتفاقيات على ضوء تلك المستجدات. وكانت المناظرة الأولى للفلاحة التي عقدت قبل سنة بمكناس، شهدت الإعلان عن المخطط الأخضر الذي يشير إلى السياسة الفلاحية الجديدة، حيث شهدت توقيع ثلاثة عقود برامج تهم قطاعات الدواجن والحوامض والسكر، وتم خلال الأشهر التي تلت ذلك بلورة المخططات الجهوية الستة عشر التي وقع عليها في الأسبوع الفارط. وتستند السياسة الفلاحية الجديدة، التي تروم زيادة الناتج الفلاحي بما بين 70و100 مليار درهم على دعامتين، تتمثل الأولى في تنمية الفلاحة ذات القمية المضافة العالية والإنتاجية المرتفعة ، والتي تقتضي استثمارات قدرت ب 10 ملايير درهم في السنة على غرار الاستثمارات التي التزم مكترو أراضي « صوديا وصوجيطا» بإنجازها، وتتجلى الدعامة الثانية في المصاحبة المتضامنة لصغار الفلاحين عبر حثهم على الانخراط في مشاريع تتيح تحولهم من الحبوب إلى زراعات ذات قيمة مضافة عالية. فيدراليات تنشأ و أخرى في الطريق مع اقتراب المناظرة الوطنية الثانية للفلاحة التي ستشهدها مدينة مكناس يوم غد الثلاثاء، سارعت بعض القطاعات التي يرتقب أن توقع اتفاقيات مع الدولة إلى خلق فيدراليتها تحت لواء الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية الفلاحية، فقد عمد مختلف المتدخلين في قطاع الحليب بالمغرب، يوم الخميس الماضي، إلى خلق الفيدرالية المغربية للحليب، بحيث آلت رئاستها إلى إدريس بن الشيخ الرئيس المدير العام لشركة مركز الحليب. والتأم الفاعلون في قطاع البواكر يوم الجمعة الماضي من أجل تشكيل فيدرالية، تولى رئاستها مولاي محمد الولتيتي، وفي نفس اليوم تأسست الفيدرالية التي تعنى بقطاع الزيتون، التي انتخب حسن الدباغ رئيسا لها. وقطعت قطاعات أخرى أشواطا بعيدة في مسار رص صفوفها لمواجهة التحديات القادمة، و هذا حال قطاعي البذور والحبوب، اللذين يرتقب أن يعلنا عن خلق فيدراليتهما في مستهل ماي القادم، علما بأن الفاعلين في قطاع اللحوم بادروا قبل أشهر إلى الانضواء تحت لواء فيدرالية، أتاحت لهم الانخراط في مسلسل الإعداد للاتفاقية التي سيتم التوقيع عليها غدا بمكناس.