أوردت مصادر صحفية فرنسية أن النيابة العامة بمحكمة مدينة بيربينيان قررت أول أمس السبت وضع مغربي مع زوجته من أصل سلافي تحت الحراسة النظرية وإخضاعه للتحقيق بتهمة تجويع أطفاله الثمانية وإهمالهم وعدم ضمان تغذية ورعاية سليمة لهم، مع تعنيفهم بالضرب وحرمانهم من الرعاية الطبية. وكشفت مجلة «لوبوان» الفرنسية بهذا الخصوص أن المغربي والد الأطفال الثمانية يبلغ من العمر 49 سنة، وأن زوجته من أصل سلافي تبلغ من العمر 50 سنة وأنه تزوجها سنة 1985 بعد أن أعلنت إسلامها ووضعت الحجاب، وأنها اعترفت لدى التحقيق الأولي معها أنها مثل زوجها تؤدب أطفالها بالضرب المبرح الذي يترك علامات دامية على وجوههم . واستنادا إلى قصاصة لوكالة الأنباء الفرنسية، فان تفتيش منزل المغربي واعتقاله برفقة زوجته، جاء بعد إبلاغ الجيران جراء رؤيتهم أحد أطفال المتهم وهو حافي القدمين ومتسخ الجسد وتظهر عليه علامات تعنيف وهو يبحث عما يأكله في حاوية أزبال الحي الذي يقطن فيه برفقة أسرته . وحسب ما أذاعته إذاعة «أوربا 1» فان الطفل الذي اكتشفه الجيران على حالته أمام حاوية الزبالة يبلغ من العمر 13 سنة، فيما طوله يصل إلى 1,65 أما وزنه فلا يتجاوز 32 كيلوغراما، وقد صرح للجيران ولرجال الدرك أنه خرج من المنزل يفتش على ما يأكله بعد أن تم تأديبه بشكل عنيف من قبل والديه جراء تجرئه على أخذ قطعة من السكر من مطبخ المنزل العائلي . هذا وقد أوردت مجلة «لوبوان» الفرنسية بهذا الخصوص أن رجال الدرك وخلال تفتيشهم لمنزل المغربي ذهلوا لاكتشاف بناته في حالة صحية وبنية جسدية تفوق النحافة، وتظهر عليهن مؤشرات فقر كبير في التغذية لدرجة أن وزنهن لم يكن يتجاوز 22 كيلوغراما بالنسبة للواحدة، فيما أعمارهن كانت تتراوح بين 13 و15 سنة، وهو ما استدعى نقلهن على وجه الاستعجال إلى المستشفى لتقديم الرعاية الصحية اللازمة لهن. إلى ذلك، استغربت بعض وسائل الإعلام الفرنسية، التي اهتمت كثيرا بالحادث، من أقوال المتهم المغربي الذي صرح في محاضر رجال الدرك أنه لم يقم بتجويع أطفاله، بل ب»تطهيرهم» من بقايا الطعام غير الطاهر، وأنه يلتزم بتعاليم الإسلام بهذا الخصوص، وأن معالم النحافة الشديدة وسوء التغذية التي تظهر على أطفاله، ما هي إلا علامة «إيجابية على حسن التربية الدينية التي يقدمها لهم، وأن الدين الإسلامي يلزم معتنقه أن يتبع حمية غذائية جد صارمة لسلامة البدن».