احتج عدد من أطر وعمال المكتب الشريف للفوسفاط، الثلاثاء الماضي بمدينة اليوسفية، أمام مقر الإدارة، بعد الإعلان عن نتائج الفرز في القرعة، التي تخول لأبنائهم الالتحاق بمعهد الترقية الاجتماعية التابع للمجمع. ورفع المحتجون خلال الوقفة الاحتجاجية، التي دعت إليها تنسيقية الآباء التي تكونت لمتابعة الملف، شعارات مثل «هذا عيب هذا عار، وليداتنا في خطر»، تنديدا بما اعتبروه «إقصاء مقصودا» لفلذات أكبادهم من التمدرس بالتعليم الأولي بالمعهد. ويتهم الفوسفاطيون الإدارة ب»الإقصاء والانفراد» بقرار عملية الفرز، وحرمان أبنائهم من الولوج للتعليم الأولي، والتنصل من المسؤولية الاجتماعية. وحسب معطيات حصلت عليها «المساء»، فقد تسببت عملية الفرز وسط أكثر من 450 تلميذا، التي أسفرت عن حرمان بعض أبناء الفوسفاطيين من التعليم بالمعهد، عن غضب كبير داخل الأسر غير المستفيدة، خاصة بعد الحماس الذي أبداه أبناؤهم للالتحاق بالمعهد، نتيجة الأبواب المفتوحة المنظمة من طرف إدارة المؤسسة للتعريف بالمنتوج التربوي، الذي يقدمه المجمع لصالح الفوسفاطيين، والتي حضرها عمال الفوسفاط صحبة أبنائهم. كما تسبب ذلك في تشنج العلاقات بين النقابات الممثلة للقطاع والإدارة الفوسفاطية. من جهته، طالب المكتب المحلي للجامعة الوطنية لقطاع الفوسفاط باليوسفية في بيان له، توصلت «المساء» بنسخة منه، المسؤولين ب»التسجيل الفوري لأبناء العمال، والأطر المقصيين من التمدرس في المعهد». وحمل البيان ذاته الإدارة «كامل المسؤولية فيما ستؤول له أوضاع أطفالهم، في حالة عدم تسجيلهم، خصوصا أن جميع المؤسسات بالمدينة امتلأت». وسبق للنقابات الممثلة للعمال: النقابة الديمقراطية للفوسفاطيين، الجامعة الوطنية لقطاع الفوسفاط والنقابة الوطنية لعمال الفوسفاط أن أصدرت بيانا مشتركا في 13 يونيو الماضي، نظمت على إثره وقفة احتجاجية إنذارية أمام الإدارة المحلية. من جهة أخرى، أكد أحد المسؤولين بالمجمع الشريف للفوسفاط في اتصال ب «المساء» أن الطاقة الاستيعابية للمعهد «لا يمكن أن تستجيب لطموحات آباء التلاميذ، ولذلك تنظم إدارة المعهد قرعة سنوية تتيح الفرصة لأبناء الفوسفاطيين للاستفادة مما يقدمه المجمع من خدمات اجتماعية وتربوية لفائدة أطره وعماله»، مضيفا «نتفهم غضب أولياء الأطفال، ويمكن بالحوار تجاوز هذه المشاكل في المستقبل».