دشنت قوات الأمن العمومي تدخلا عنيفا ضد المشاركين في تظاهرة للمطالبة بتوفير الأمن بمدينة القليعة، التابعة للنفوذ الترابي لعمالة إنزكان آيت ملول، في أعقاب المسيرة التي دعت إليها مجموعة من التنظيمات الجمعوية والنقابية والسياسية، عشية أول أمس الأحد، حيث كان المتظاهرون يعتزمون السير إلى مقر قيادة القليعة لتنظيم وقفة احتجاجية لمطالبة الجهات المعنية بالتعجيل بفتح مفوضية للشرطة بمدينة القليعة، وكذا تعزيز قوات الدرك الملكي من أجل حماية السكان من اللصوص وقطاع الطرق، بعدما وصلت أعداد الجرائم بهذه المدينة إلى معدلات قياسية. وذكرت مصادر من عين المكان أن وحدات من القوات المساعدة والدرك الملكي قامت بمحاصرة الجموع التي كانت تستعد للتحرك نحو مقر القيادة حيث تم منعهم من التحرك، كما ذكرت مصادر جمعوية متتبعة للموضوع أن بعض أعوان السلطة قاموا بنزع لافتات كانت بحوزة بعض الشبان، الأمر الذي حذا بالمتظاهرين إلى ترديد شعارات مطالبة بحمايتهم من الإجرام، مشددين على أن هذا المطلب أصبح أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، خاصة مع بداية الدخول المدرسي حيث أضحى الآباء والأمهات أكثر قلقا على فلذات أكبادهم من العصابات الإجرامية، التي تتخذ من محيط المؤسسات التعليمية مسرحا لجرائمها وفضاء لترويج المخدرات وغيرها. وفي بيان لها بالمناسبة، أكدت تنسيقية المجتمع المدني، التي تجمع كافة التنظيمات المشاركة في التظاهرة، أن هذا الشكل النضالي جاء بعد استنفاد جميع أشكال الحوار مع من يهمهم الأمر، وفي الوقت الذي كان ينتظر السكان تفاعلا إيجابيا مع مطالبهم تفاجؤوا برد فعل وصفته التنسيقية بأنه غير مسؤول اتسم بالتهديد والضرب والعنف والسلب. كما استنكرت التنسيقية اعتراض سبيل أعضائها وهم متوجهون إلى مكان الوقفة، وسلب معداتهم اللوجستيكية من طرف أعوان السلطة وأشخاص بزي مدني، وكذا محاصرة مقرات الجمعيات المنسقة، ومنع السكان من الالتحاق بمكان الوقفة الاحتجاجية، ومحاصرة مكان الوقفة من طرف عناصر الدرك والقوات المساعدة، ومنع المواطنين من الاقتراب منه، كما نددت بالاعتداء بالضرب والركل والرفس الذي طال المواطنين المشاركين في الوقفة أثناء رفع الشعارات المنددة بالإجرام.