شهدت منطقة إمجاض في الاونة الاخيرة العديد من الأحداث الخطيرة والسابقة من نوعها بالمنطقة المرتبطة بتوافد أعداد هائلة من البدو الرحل وقد صاحب هذا التوافد العديد من الخروقات في حق الساكنة المحلية من إعتداء على الحقول المزروعة وخزانات الماء الصالح للشرب ومحاولات إختطاف الأطفال لإستغلالهم في الرعي، وتهديد الساكنة واستفزازها والتوعد بالقتل بالسلاح الناري. كل هذا أدى بالجمعيات المحلية الى مراسلة الجهات المسؤولة ومطالبتها بالتدخل العاجل لانصاف الساكنة، ووقف هذه التجاوزات التي تعتبر انتهاكا جسيما لحقوق الانسان والحريات. إلا أن هذه المراسلات والشكايات كلها ووجهت بالصمت والتجاهل وعدم الاكثرات لهموم الساكنة وترك هذه الأخيرة تواجه مصيرها مع عصابات مسلحة من البدو الذين لا يعترفون لا بحقوق السكان في ممتلكاتهم ولا بالقانون بل يتبججون ويجهرون بوقوف جهات نافدة في الدولة تحميهم وتشجعهم على التعالي على القانون. في ظل صمت السلطة وتواطؤها مع البدو الرحل، لم يكن أمام جمعيات المجتمع المدني وكل الساكنة المحلية إلا الإعلان عن تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر قيادة تغيرت يوم 10 ماي 2011 . وفي محاولة منها لامتصاص غضب الساكنة وتنيها عن تنظيم الوقفة السالفة الذكر، دعت السلطة المحلية في شخص قائد قيادة تغيرت إلى اجتماع مع جمعيات المجتمع المدني بحضور ممثلين عن الدرك الملكي والسلطات الإقليمية والهيئات المنتخبة بمركز قيادة تغيرت يوم الإثنين 9 ماي 2011 أي يوم واحد قبل الوقفة المبرمج تنظيمها. وكان موضوع الإجتماع هو تبليغ مطالب ساكنة إمجاض بخصوص البدو الرحل إلى الجهات العليا المختصة. بعدها طالب قائد قيادة تغيرت أعضاء تنسيقية جمعيات المجتمع المدني بعدم تنظيم الوقفة في تجاوز لصلاحياته كرجل سلطة. رغم كل المحاولات التي قامت بها السلطة وأعوانها لافشال تنظيم الوقفة، إلا أن الساكنة تشبتت بحقها في الاحتجاج وعيا منها بان الهدف الكامن وراء الاجتماع الذي نظمته السلطة، هو محاولة يائسة لإفشال الوقفة وليس حل المشكل. فتم تنظيم الوقفة يوم 10 ماي 2011 أمام قيادة تغيرت رفعت فيها شعارات تطالب بترحيل الرحل وحماية السكان وممتلكاتهم كما قدم العديد من السكان شهادات تعرضهم لاعتداءات والسطو على ممتلكاتهم وعلى أبناءهم والتحرش بنسائهم. إنتهت الوقفة باستصدار بيان أعطيت فيه مهلة ثلاثة أيام للبدو الرحل للرحيل عن المنطقة. يوم الجمعة 13 ماي 2011، استدعى قائد قيادة تغيرت مرة أخرى تنسيقية الجمعيات بحضور رئيس دائرة لاخصاص وقائد مركز الدرك الملكي بالاخصاص "للتباحث لايجاد حل" لمشكل الرحل مع الساكنة المحلية وصاحب هذا الإجتماع ترقب شديد من طرف الساكنة لما سيفضي إليه الاجتماع. وإذا بشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة ولج قاعة الاجتماعات وبدأ في الاستغاتة والشكوى من إعتداء الرحل عليه بالضرب وعلى أسرته، وهم في عملية الحصاد، والاستيلاء على قطيع غنمه وهو ما أدى إلى ارتفاع أصوات الاحتجاج داخل القاعة ورفض أي حل من طرف التنسيقية سوى الترحيل النهائى للرحل وانتهى الاجتماع. وفي الوقت الذي ينعقد فيه الاجتماع المذكور قامت مجموعة من البدو الرحل بالاستعداد عن طريق الاستغاتة بجماعات أخرى خارج المنطقة حتى بلغ عددهم حوالي 20 سيارة بملتقى الطرق "انو إيليك" فقاموا بإغلاق الطريق والهجوم على كل من حاول المرور. أسفر الهجوم عن جرح العديد من المواطنين أحدهم في حالة خطيرة تم نقلهم إلى مستشفى الحسن الأول بتزنيت ومستشفى الحسن الثاني بأكادير وإلحاق أضرار بعدد من السيارات وإتلاف المحول الكهربائي الذي يزود بعض الدواوير بالكهرباء عن طريق إطلاق النار عليه حسب شهود عيان ما أحدث فزعا في نفوس السكان وخاصة الأطفال والنساء. بعدها تدخلت القوات المساعدة ليس لحماية الموطنين من بطش عصابات البدو الرحل لكن لحماية هذه العصابات من المواطنين العزل. ما يؤكد مرة أخرى تواطؤ السلطة مع هذه العصابات ويبرر صمت الجهات المسؤولة. بعدها انتقل الرحل إلى مركز تيغرت بالسيارات على شكل قافلة مطلقين المنبهات الصوتية تعبيرا عن نشوة الانتصار واستفزازا لمشاعر السكان. إلى حدود الساعة، لازالت الأوضاع على حالها بل وتزيد سوءا بعد قيام الرحل بدوريات على شكل ملشيات منظمة وسط الدواوير قصد ترهيب الساكنة. كل هذا والسلطة لم تحرك ساكنا بل استدعت بعض الأشخاص لا يمثلون أية جهة للتوقيع على وثيقة تسمح للرحل باستغلال أراضيهم.