يشتكي سكان الجماعة السلالية لدوار الخنشة ببوقنادل من حرمانهم من استغلال أرضهم بعدما أكدوا أنها سُلبت منهم عن طريق عقد مبادلة مُلغى، والذي تم عقده في السبعينيات بين وزير الدولة المكلف بالداخلية الوصي على الأراضي الجماعية آنذاك باسم ولحساب الجماعة وبين المسمى الحسين إيدر. وحسب نسخة من الشكاية التي توصلت بها "المساء" فإنه بمقتضى التوقيع على عقد المبادلة تم الاتفاق على كون القطعة الأرضية ذات التحديد الإداري رقم 16 والبالغة مساحتها أربعة هكتارات و72 آر و97 سنتيارا، سيتم استبدالها بالأرض ذات الرسم العقاري رقم 7662 المسماة "الزايدة" ومساحتها ستة هكتارات. تضيف الشكاية أن الأرض الممتدة على مساحة ستة هكتارات كانت موضوع نزاع بين المشتكى به آنذاك وبين المالكين على الشياع، حيث انتهى هذا النزع عن طريق المحكمة لصالح المالكين على الشياع، وبذلك فإن عقد المبادلة يكون ملغى، لأن الأرض المذكورة أصبحت في ملك الشياع. ومع ذلك، توضح الشكاية ذاتها، أنه تم الترامي على الأرض ذات الرسم العقاري عدد 74099 ومساحتها ستة هكتارات و2 آرا و42 سنتيارا، بحيث خرق المشتكى به ما تضمنه عقد المبادلة قبل أن يتم إلغاؤه بضمه مساحة إضافية للهكتارات المتفق عليها. علاوة على ذلك، لم يتم فقط الاستحواذ، على حد تعبير المشتكين، على المساحة السالفة الذكر، بل تم تحويل جزء آخر من الأرض إلى موقف للسيارات يتعدى مدخوله اليومي 700 درهم، دون أن تستفيد منها الجماعة، خاصة وأن الموقف يوجد في موقع استراتيجي غير بعيد عن شاطئ الأمم. واستنادا إلى كثير من المراسلات التي وجهها ذوو الحقوق إلى المصالح المعنية، منها مديرية الشؤون القروية بوزارة الداخلية، فإنهم ينتظرون مآل ملفهم العالق خاصة وأن أرضهم تم تحفيظها من قبل المشتكى به، والتي يتصرف فيها الورثة، فيما ذوو الحقوق محرومون من أرضهم. وأكد ممثل السكان ل"المساء" أنهم لم يلجؤوا لحد الآن إلى القضاء، وأن هذه الخطوة ستأتي في المرحلة الأخيرة، إذا لم يتم إنصافهم حبيا، مطالبين بعقد حوار مع وريث المشتكى به من أجل إيجاد حلول تنصف الطرفين. من جهته، أكد الحسين إيدر، وريث المشتكى به، في اتصال هاتفي مع "المساء"، أنه لأول مرة يعرف عن طريق الجريدة أن هناك نزاعا حول الأرض المذكورة، وأن لا أحد من سكان الجماعة اتصل به أو ناقش معه الموضوع، ونفى وجود أي نزاع حول الأرض التي ورثها عن أبيه منذ أزيد من 20 سنة ويتصرف فيها بقوة القانون. وأضاف المتحدث ذاته أن الغريب في الأمر كون مجموعة من قاطني الجماعة يشتغلون بمعيته ولم يخبره أحد بخصوص أي نزاع أو مشكل له صلة بالأرض التي يتصرف فيها، وأبدى استعداده التام لأي لقاء أو نقاش في الموضوع مع من يدعي أن هناك نزاعا حول الأرض.