حقق نادي الوداد البيضاوي لكرة القدم الأهم حينما أرغم منافسه النادي الصفاقسي على التعادل بهدف لمثله في المباراة التي جمعت بينهما أول أمس بملعب الطيب المهيري ضمن فعاليات ذهاب دور نصف النهائي لكأس عصبة أبطال العرب لكرة القدم. وكان الفريق المستضيف سباقا إلى التسجيل بإحراز مهاجمه بلاز كواسي هدف السبق في الوقت بدل الضائع من الجولة الأولى قبل أن يستدرك الزوار الفارق في الدقيقة 74 بواسطة اللاعب يونس المنقاري. وخيم حادث سقوط أحد مشجعي النادي الصفاقسي من أعلى المدرجات الجانبية لملعب المهيري، على الأجواء العامة للشوط الأول من اللقاء بعد تأثر أنصار الفريق المحلي بهذا الحادث الذي تعرض على إثره المشجع لإصابة خطيرة نقل على إثرها إلى المستشفى أمام استياء عارم لأنصار الفريق الصفاقسي، الذين التزموا الصمت وحولوا الشوط الأول من المباراة إلى فضاء دون حماس ودون أي مبادرة لتشجيع فريقهم، رغم التطمينات التي تلقوها عبر مكبر الصوت على تحسن حالة المشجع الصحية وتجاوزه مرحلة الخطر، لترد أنباء في نهاية المباراة تفيد بوفاته. واستغل لاعبو الوداد هدوء مدرجات ملعب المهيري للدخول في المباراة دون ضغط أو ارتباك والقيام ببعض المحاولات الهجومية لمباغتة المنافس وإحراز هدف مبكر يربك حساباته، مع تحصين التغطية الدفاعية لملء كل المساحات الفارغة، خاصة أن بادو الزاكي مدرب الوداد عمد من أجل هذا الغرض إلى تطبيق خطة 3-5-2 بإشراك الثلاثي فوزي البرازي وهشام اللويسي وعصام عدوة في وسط الدفاع للتصدي لكل الكرات العرضية والثابتة، التي تسدد في اتجاه مرمى لمياغري، والتي تعتبر من نقط قوة النادي الصفاقسي مع إشراك أربعة لاعبين في وسط الميدان لإبطال فعالية الخصم الذي يجيد تنظيم عملياته الهجومية بأدوات ربط قوية، خاصة لاعبيه كريم النفطي وهيتم المرابط، إذ نجح بادو بوضعه لهذه الميكانيزمات في خلق مشاكل كبيرة للمنافس وتهديد مرماه بشكل قوي حيث كان لاعبو الفريق الأحمر الأقرب إلى التسجيل لولا التسرع وعدم التركيز، قبل أن يعود لاعبو الفريق المستضيف في المباراة عبرالقيام ببعض المحاولات الهجومية الخطيرة التي هددت مرمى الحارس نادر لمياغري في أكثر من مناسبة، والتي كادت تخلط أوراق الزاكي لولا براعة لمياغري الذي أنقذ شباكه من بعض الأهداف بتصديه الناجح لهجومات المحليين، قبل أن يصل هؤلاء إلى بلوغ مرماه إثر خطأ مشترك في التغطية الدفاعية، لينتهي الشوط الأول من اللقاء بفوز النادي الصفاقسي بهدف دون رد. وفي الشوط الثاني من هذه المباراة، التي قادها الحكم السعودي عبد الرحمن العمري، دخل الفريق المحلي وهو عازم على الرفع من الإيقاع وإحراز أهداف أخرى لتأمين تأهله قبل لقاء العودة بالدار البيضاء يوم ال 25 من الشهر الجاري، وضغط لاعبوه بشكل كبير في محاولة لإرباك دفاع الزوار عبرالاعتماد على أسلوب الاختراق، خاصة وأن الزاكي عمد إلى تطبيق خطة الدفاع الخطي الذي كاد يكلف الوداد ثمنا غاليا بعدما استغل مهاجم النادي الصفاقسي كواسي الظرفية للانسلال والانفراد بمرمى الوداد في الدقائق الأولى من الشوط الثاني، لكن تدخل لمياغري حال دون إحراز الهدف الثاني والذي كان سيحدث وقعا قويا على معنويات زملاء هشام اللويسي الذين أحسوا بعد ذلك بخطورة الوضع وبادروا إلى الضغط على المنافس من جهة للحيلولة دون استقبال أهداف أخرى، ومن جهة ثانية في محاولة لاستدراك الموقف والعودة على الأقل بالتعادل. وفرضت عناصر بادو سيطرتها على مجمل الشوط الثاني وأربكت حسابات غازي الغرايري مدرب النادي الصفاقسي وخلقت معاناة كبيرة للاعبيه بانتشارها الجيد على رقعة الملعب وفعالية تصديها لهجومات الخصم مع تنظيم عمليات هجومية خطيرة ترجمت إحداها إلى هدف التعادل من تسديدة قوية ومركزة للاعب المنقاري الذي باغت الحارس جاسم الخلوفي من خارج مربع العمليات. ونزل هذا الهدف كالصاعقة على المحليين الذين حاولوا تجاوز مرحلة الضغط بالرفع من إيقاع اللقاء للعودة في المباراة، لكن اندفاع الزوار ورغبتهم القوية في تحقيق نتيجة مرضية أوقف فعالية النادي الصفاقسي وشكل لهم متاعب كبيرة كادت تكلفهم غاليا بعد إهدار لاعبي الوداد العديد من الأهداف وتحكمهم في الجزء الأخير من المواجهة قبل أن تنتهي بالتعادل بهدف لمثله. الزاكي: أضعنا فرصا سانحة للتسجيل صرح بادو الزاكي مدرب الوداد في الندوة الصحافية التي أعقبت مباراة فريقه مع النادي الصفاقسي أن العودة بالتعادل من ملعب الطيب لمهيري نتيجة مرضية للغاية، مبرزا أن الجولة الأولى من دور نصف النهائي مرت بسلام، رغم أن لاعبيه ضيعوا العديد من الفرص السانحة للتسجيل، والتي كانت ستؤمن مستقبل الوداد في الدوري العربي بشكل كبير وتنهي التوقعات التي ستشهدها الجولة الثانية من هذه المنافسات، خاصة وأن المنافس من العيار الثقيل ويمكن أن يخلق للوداد بعض المشاكل في مباراة العودة. وأبدى بادو ارتياحه للعرض الذي قدمه لاعبوه، مشيرا إلى أنه وضع ميكانيزمات دقيقة للحد من خطورة النادي الصفاقسي، بعد قراءة معمقة لنقط قوته وضعفه، التي لخصها في كون الفريق التونسي يجيد الكرات الثابتة ويتفوق في الضربات الرأسية، وهي معطيات عمد الزاكي لإبطال مفعولها بإشراك الثلاثي هشام اللويسي وفوزي الرازي وعصام عدوة في وسط الدفاع. وكشف الزاكي أن أمر التأهل للنهاية لم يحسم بعد، لأن هناك مباراة ثانية ستجرى بالدار البيضاء تستدعي الإعداد الجيد. الغرايري: سقوط المشجع التونسي ليس مبررا للتعادل عبر غازي الغرايري مدرب النادي الصفاقسي عن خيبة أمله في تحقيق نتيجة مرضية في مباراته مع الوداد مبرزا أن اللقاء لم يكن فنيا في مستوى تطلعاته أنصار الفريق بعدما عانى برأيه، لاعبوه كثيرا في فرض سيطرتهم وخلق فرص للتسجيل. وتأسف الغرايري لحادث سقوط المشجع الصفاقسي الذي أثر على الأجواء العامة لمشجعي فريقه مبرزا أن هذا الحادث ليس هو السبب الرئيسي لنتيجة التعادل مبينا أن قوة الوداد وجودة انتشار لاعبيه هي سبب ذلك. وذكر الغرايري أن أمر التأهل لدور النهائي لم يحسم بعد بسبب المباراة الثانية التي ستقام بمركب محمد الخامس،خاصة وأن حظوظ الطرفين متساوية في كسب ورقة التأهل، مستندا في ذلك إلى أن فريقه يجيد اللعب في مركب محمد الخامس وأن الأوضاع ستختلف بين لقاء الذهاب ومباراة العودة.