طالبت منظمة «هيومن رايتس ووتش» بمحاكمة عبد الفتاح السيسي بسبب مسؤوليته عن مذبحة رابعة والقتل الجماعي للمتظاهرين المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي الصيف الماضي، وإسقاط مئات القتلى. واتهمت السيسي ومعاونيه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية أثناء حملة القمع الممنهج. وفجر تقرير المنظمة قنبلة بإعلانه أن الرئيس المصري السيسي ووزير داخليته اللواء محمد إبراهيم ارتكبا أفعالا ترتقي إلى جرائم ضد الإنسانية، ودعا إلى تحقيق دولي لمحاكمة المتورطين. ووصفت المنظمة السيسي بأنه مسؤول عن واحدة من أكبر عمليات قتل المتظاهرين في التاريخ الحديث، مشيرة إلى أن فض اعتصام كل من رابعة والنهضة في 14 من شهر غشت من السنة الماضية أسقط مئات القتلى في يوم واحد. وأشار التقرير، الذي اختارت له المنظمة عنوان «حسب الخطة: مذبحة رابعة والقتل الجماعي للمتظاهرين في مصر»، إلى أن الشرطة والجيش المصري قاما بشكل ممنهج بإطلاق الذخيرة الحية على حشود من المتظاهرين المعارضين لعزل الرئيس السابق محمد مرسي. وأشارت المنظمة الحقوقية إلى أن 817 شخصا قتلوا في رابعة لوحدها، في الوقت الذي يشير حقوقيون إلى أن العدد قد يكون أكبر بكثير. وقال كينيث روث، المدير التنفيذي للمنظمة، إن «القمع كان عنيفا وتم إعداده على أعلى مستوى من الحكومة المصرية»، مشيرا إلى أن المسؤولين لا يزالون في السلطة بمصر. وكشفت المنظمة أن السلطات المصرية لم تقم بأي إجراءات ضد أي ضباط مسؤولين عن عمليات القتل، في الوقت الذي كانت الأحداث تستدعي محاكمة المسؤولين في عمليات القتل. ودعت المنظمة الدول الكبرى إلى تعليق المساعدات العسكرية لمصر إلى حين اتخاذ إجراءات لوضع حد للانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان. وأشارت المنظمة إلى أن تقريرها يحدد المسؤولين عن الأحداث التي ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، وعلى رأسهم الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، ووزير الداخلية محمد إبراهيم، ومدحت المنشاوي مدير إدارة العمليات الخاصة، الذي قاد حملة قمع الاعتصام. وقامت المنظمة بإجراء أكثر من 200 مقابلة مع شهود، من بينهم متظاهرون في الميدان، كما تحدثت مع أطباء وصحافيين مستقلين. واستعانت المنظمة في إعداد تقريرها بشهادات سكان من المناطق التي شهدت الأحداث الدامية، كما استندت إلى أدلة مادية، من بينها مقاطع مسجلة تمتد لساعات. وعقدت المنظمة مؤتمرها في بيروت بعدما رفضت السلطات المصرية الترخيص لمديرها التنفيذي كينث روث، والمديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، سارة ليا ويتسن، بدخول القاهرة لعقد المؤتمر للإعلان عن التقرير.