حرارة ألسنة الحرائق التي تلتهم غابات الجهة الشرقية رفعت من حرارة هذا الصيف، وعمقت من معاناة رجال الوقاية المدنية بمختلف المدن، حيث ما إن ينجحوا في إخماد آخر لهيب حريق بالمنطقة ويتنفسون الصعداء، حتى يعلن عن اندلاع حريق في منطقة ثانية بالجهة لتنطلق عملية إطفاء أخرى. اندلع حريق مهول، مساء أول أمس السبت، بغابات جماعة مشرع حمادي التابعة لدائرة العيون الشرقية الواقعة تحت النفوذ الترابي لإقليم تاوريرت، حيث هرعت إلى عين المكان عناصر الوقاية المدنية من المدن المجاورة. وشب حريق قبله، في الساعات الأولى من صباح الجمعة الماضي، أتى على ثمانية هكتارات من الأشجار والغطاء النباتي بغابة بني وكيل بجماعة أولاد ستوت بدائرة زايو بإقليم الناظور. وسبق أن اندلع حريق، في حدود الساعة الحادية عشر من صباح الخميس، بمنطقة «مطروح» بدائرة العيون الشرقية، أتى على حوالي هكتار ونصف من سهوب الحلفاء بالمنطقة . بلغ عدد حرائق الغابات المسجلة على الصعيد الوطني، من فاتح يناير الماضي إلى حدود رابع غشت الجاري، 234 حريق، همّ حوالي 576 هكتار، 44 في المائة من هذه المساحات تتمثل في الأصناف الثانوية والأعشاب والحلفاء. بلاغ للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر أوضح أنه مقارنة مع الفترة نفسها خلال العشر سنوات الماضية، تشكل هذه الأرقام انخفاضا فيما يتعلق بالمساحة التي اجتاحتها النيران بنسبة 58 في المائة. وبالاعتماد على التوزيع الجغرافي للمساحات المتضررة من الحرائق، تأتي المنطقة الشرقية (الناظور، بركان وتاوريرت) في مقدمة المناطق المتضررة من الحرائق (60 حريقا)، حيث أن المساحة التي اندلعت فيها النيران تقدر ب244 هكتار، تليها منطقة الريف (شفشاون، تطوان، طنجة، العرائش ووزان) التي اجتاحت فيها النيران مساحة تقدر ب106 هكتارات من خلال 66 حريق. وأشار المصدر ذاته إلى أنه تم تطويق هذه الحرائق بالتدخل السريع، والاستجابة الفورية لحالات الإنذار، طبقا لنظام معلوماتي لتقييم مستويات الأخطار باستمرار تعده المندوبية السامية مرتين في اليوم، مع تحديد كيفيات التدخل، بتنسيق مع كل الفاعلين (وزارة الداخلية، الدرك الملكي، الوقاية المدنية، القوات المسلحة، القوات المساعدة، القوات الملكية الجوية، السلطات المحلية والجماعات المحلية). وحسب المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر ترتكز الاستراتيجية الوطنية لمكافحة حرائق الغابات، يضيف البلاغ، على عدة محاور أهمها التدبير الاستباقي لمخاطر الحرائق، والتموقع الجيد المسبق لوسائل التدخل البرية والأساطيل الجوية، والتدخل الفوري، وتحسيس السكان ومرتادي الغابة بأخطار وعواقب الحرائق. وخلص المصدر إلى أن الفترات الصيفية، وانطلاقا من المعطيات المناخية، تبقى فترة جد حساسة تتطلب مزيدا من اليقظة والحذر لحماية الموارد الغابوية.