حصلت «المساء» على معطيات تؤكد استغلال النائب الإقليمي لوزارة التعليم بطنجة، سعيد بلوط، لسكنين وظيفيين بكل من الرباطوطنجة، وهو الأمر الذي أدخله في مشاكل قانونية مع وزارة التعليم. وأكدت مصادر من وزارة التعليم أن النائب الإقليمي بطنجة يستغل مسكنا تابعا للوزارة بمدرسة ابن زيدون في طنجة، في الوقت الذي لا يزال يستغل السكن الوظيفي السابق بالرباط، والذي كان يقطن فيه عندما كان نائبا للتعليم بسلا. وحصلت «المساء» على وثيقة من الموقع الرسمي لوزارة التعليم، تضع بلوط ضمن «المحتلين لمساكن إدارية أو وظيفية بصفة غير قانونية»، وهي اللائحة الخاصة بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط -سلا -زمور -زعير. وأوردت الوثيقة أن بلوط سعيد، الذي انتقل إلى العمل بمدينة أخرى لا يزال يحتل السكن الموجود بثانوية الحسن الثاني التأهيلية بزنقة شالة، حسان. وتضيف الوثيقة أنه توصل برسالة إنذار في إطار مسطرة الإفراغ. واتصلت «المساء» ببلوط لمعرفة رده حول هذه المعطيات، حيث أورد أنه لا يتمتع بسكن وظيفي بطنجة، لأن النائب السابق لا يزال يحتله، رغم صدور حكم ابتدائي واستئنافي ضده، قائلا إنه يكتري سكنا بطنجة «من ماله الخاص». غير أنه عند مواجهته من طرف «المساء» بمعطيات حول استغلاله للسكن الوظيفي الموجود بمؤسسة ابن زيدون، قال إن هذا المكان «عبارة عن خربة يضع فيها أمتعته»، مضيفا أنه يرفض أن يقطن في هذا السكن. وحول السكن الذي يستغله بلوط في الرباط، وبعد مواجهته بالوثيقة الرسمية الصادرة عن وزارة التعليم، رفض بلوط الرد بالإيجاب أو النفي، قائلا «تأكدوا من الوزارة»، قبل أن يضيف «أنا أؤكد أنني أكتري منزلا من مالي الخاص مقابل 4000 درهم، في حين لا أتقاضى سوى 3000 درهم كتعويض عن السكن من الوزارة». وبدا في حديث بلوط مع «المساء» نوع من الارتباك، إذ كان يقول في بعض الأحيان إنه لا يتوفر على سكن وظيفي في طنجة، ثم يقر باستغلاله لسكن تابع للوزارة بمدرسة ابن زيدون مع الإقرار بتلقيه تعويضا عن السكن، كما كان يتفادى الإجابة ب»نعم» أو «لا» عن أسئلة الجريدة. وكانت مصادر من وزارة التعليم قد أكدت ل»المساء» أن السكن الموجود بمدرسة ابن زيدون استفاد من إصلاحات واسعة ومن عملية إعادة صباغة، ليشرع النائب الإقليمي في استغلاله، غير أنها أكدت أن ذلك يتم في وقت لم ينه فيه بلوط بعد مشكلته مع الوزارة حول احتلال سكن الرباط.