طافت خلال الأسبوع الفارط فرق تدقيق مبيعات الصحف على جل الناشرين ودققت ثم صنفت الصحف المغربية حسب مبيعاتها الرسمية كما هو مبين ابتداء من اليوم في الموقع الرسمي لهيئة التحقق من المبيعات. وبدون مفاجأة جاءت يومية «المساء» الأولى من حيث المبيعات وذلك للسنة الثانية على التوالي بمائة وأربعة عشر ألف نسخة مبيعة يومياً. وإذا كانت هذه النتيجة تزيدنا فخراً واعتزازاً بثقة القارئ بجريدته الأولى، فإن ذلك يطوق أعناقنا بمسؤولية كبرى وهي الاستمرار في الاجتهاد من أجل أن نقدم للقارئ الوفي أفضل منتوج وذلك تمرين يؤرقنا يومياً. «المساء» تأتي في الرتبة الأولى للسنة الثانية على التوالي، وهذا هو عمر هذه الجريدة، التي احتضنها قراؤها منذ صدور أعدادها الأولى، فالبدايات تكون دائما المؤشر الحقيقي لما هو قادم. أعتقد أنه من حق قرائنا الكرام الذين بوؤونا هذه المرتبة أن نجعلهم يشاركوننا فترات سعادتنا، كابتهاجنا بهذه النتيجة، كما يقاسموننا آلامنا وعذاباتنا في أن نوصل جريدتهم المفضلة بين أيديهم. وبهذه المناسبة أود أن أقاسمهم حميميتنا التي تبصم على معاناة يومية حتى تبقى «المساء» بروحها وحياتها، وعندما يتوجه القارئ إلى الكشك ليقتنيها يجدها في مكانها الطبيعي بين زميلاتها. أبداً لم يكن ذلك هيناً. فقد كنا قاب قوسين أن نوقف توزيعها عندما فاجأتنا رسالة من شركة سابريس أحد أيام شتنبر 2008 تشعرنا فيها بأنها ستتوقف عن توزيعها بعد أسبوعين أو ثلاثة، فقط لأننا كنا بصدد الإعداد لمشروع شركة توزيع جديدة بعد أن ضقنا ذرعاً بممارسات نترفع عن ذكرها. كانت هذه الضربة الأولى التي تلقيناها وجعلتنا نضع أيدينا على قلوبنا ونحن نحضر الشركة الجديدة على عجل. ولما قدر الله عز وجل وانطلقت الشركة بشكل جيد تلقينا الضربة الثانية من طرف سابريس دائماً بعد أسبوعين من ذلك، عندما امتنعت أن تمدنا بمبلغ مبيعات شهر شتنبر والتي تقدر ب560 مليون سنتيم، فكان علينا أن نتدبر أمرنا لتأدية أجور أزيد من مائة وثلاثين أجيراً والأخطر من ذلك أنه كان علينا أن نبحث عن مبلغ خمسمائة مليون سنتيم وهو مبلغ طبع صحف «المساء ميديا» كل شهر. ولما كنا نحاول أن نحل المشكل ودياً مع سابريس وهي مساع لم تنجح لأسباب سنعود إليها بتفصيل، جاءتنا الضربة الثالثة القاصمة عشرة أيام بعد حكاية سابريس ويتعلق الأمر بتثبيت الحكم على الزميل رشيد نيني بأداء مبلغ 612 مليون سنتيم في قضية قضاة القصر الكبير الشهيرة. وحتى ونحن لم نستفق بعد من هول الصدمة تلقينا الضربة الرابعة ثلاثة أيام بعد ذلك عندما أعلنت المحكمة عن حجز حسابات شركة «المساء ميديا» رغم أن الحكم يتعلق برشيد نيني وليس بالشركة ورغم أن دفاعنا قدم كل الإثباتات التي تفصل بين الطرفين. لا نخفي أن أي منبر يتلقى مثل هذه الضربات المتتالية في زمن قياسي يمكنه أن يستمر، لكن «المساء» مازالت تتنفس برئات قرائها الذين منحوها دعمهم كاملاً عندما قبلوا زيادة خمسين سنتيما وزاد إقبالهم على الجريدة... لا نخفي أن آثار تلك الضربات مازالت لم تندمل بعد، فستة أشهر بعد تلك الأحداث، مازالت حساباتنا محجوز عليها ومساهمونا يتعرضون لكل أشكال المضايقات في حياتهم الشخصية وأعمالهم حتى أنهم «صاروا» زبناء لدى المصالح الأمنية... لا نخفي أننا مازلنا نتعايش مع تلك المضايقات إلى الآن بهدف واحد هو أن نبقى على الموعد مع قرائنا، أن نصل إليهم وأن نبقى عند حسن ظنهم... لا نخفي أن أكثر الضربات ألما... نفسياً، هي تلك التي تلقيناها من بعض «الأصدقاء و«الزملاء» لكن الزمن والخالق بيننا. هذا نزر قليل من كواليس معاناة «المساء»، معاناة تشحذ طاقاتنا وتشحذ فينا كل دوافع التحدي، وكل عام وقراؤنا بألف خير.