ألمانيا فازت بالمونديال، وميسي فاز بجائزة أحسن لاعب، تلكم سادتي خاتمة مونديال عشنا معه لحظات متعة لا تنتهي.. ألمانيا، كان عليها أن تفوز بالكأس، وهي التي هزمت الكبار بحصص ثقيلة.. ولكن هل استحق ميسي جائزته، وهل تملك ألمانيا لاعبا «رقايقي» مثل ميسي؟ ألمانيا فازت بواقعية، بلعب جماعي، وهي التي تعودنا أن نراها دائما في المربع الذهبي حتى وإن لعب لاعبوها بعكاكيز.. وميسي أضاع لقبا كان ينقص خزانته المليئة بالكؤوس.. لقد نال ميسي كأس «جبر الخواطر» وهو الذي عاكسه المونديال ولم يقدم شيئا كثيرا مقارنة مع ما يصنعه الرجل في البارصا.. وكانت المناسبة لظهور نجوم أخرى استحقت جمل التشجيع والتنويه، وشحتها وسائل الإعلام ولكن غير بالشفوي، فاللقب كان من نصيب ميسي.. وهو الأمر الذي استغربه بلاتير ومعه مارادونا ومجموعة من المهتمين.. وفاز روبن ومولر ونافاس وطومي كروس ورودريكيز ودي ماريا بجائزة (تبارك الله عليكم)... لقد كنا في حاجة للاعب فنان مثل ميسي، كنا في حاجة لفريق يمتع قبل أن يفوز، وهي الخاصية التي امتلكها فريق الصامبا قبل أن «يتلف السبرديلة «فهاد المونديال... في كرة القدم، لا يكفي أن تنتصر بخمسة أهداف لصفر كي تمتع.. لا يكفي أن تحقق الفرجة المطلوبة بانتصار.. بل يجب أن تتوفر داخل الفريق على لاعب موهوب.. فنان.. يعرف جيدا كيف ينسل من بين الأرجل.. وكيف يراوغ في مساحة ثقب إبرة.. ويسجل في زوايا مغلقة.. ويعرف قبل ذلك كيف يوزع الفرجة في علب حلوى على كل المتفرجين.. غابت الفرجة من ملاعب الكرة.. المهم هو النتيجة.. ومن بعد نقلبو على الطريقة.. هاد «من بعد» التي لم يحن وقتها بعد في مناسبات رياضية كثيرة.. وغابت القنطرة الصغيرة وخاوية فعامرة.. وفي كل مباراة نبحث عن فرجة.. الفرجة التي أصبح يصنعها الجمهور في المدرجات فقط.. حتى وإن كانت فرجة منقوصة أحيانا بفعل أعمال الشغب.. مرة، كان فريق الرجاء البيضاوي يفعل ما يريد بالخصوم، يمتع حد الإبهار، كان توفيق ومعه بكار وفتحي جمال وعبد الرحيم يصنعون مجد فريق أخضر بالمتعة.. غابت الألقاب عن الرجاء وحضرت المتعة.. تعلقنا جميعا بالرجاء حتى وإن لم نكن رجاويين.. تعلقنا بهذا الفريق الذي قد ينهزم ولكنه يخرج في كل مرة منتصرا بالفرجة والإخلاص لتوصية الشموخ والإبداع في مدرسة الأب جيكو «دقة..دقة».. وفي كل مرة أجدني أبحث في أرشيف الرياضة عن إحدى مباريات النسور الخضر القديمة كي أستمتع.. وعندما أصبح الفريق يلعب بواقعية.. وحقق اندماجه مع فريق الأولمبيك البيضاوي وفاز بألقاب غابت فرجة الرجاء.. حتى وإن كان الفريق قد ضم في صفوفه بعض الأسماء الكبيرة لنجوم الكرة في المغرب.. وفي الوداد، كان عزيز بودربالة يصنع الفرجة وحده وهو يتجاوز مجموعة مدافعين بفنية كبيرة.. وداخل الجيش الملكي حول لاعب أسمر عدسات الكاميرات والمصورين إليه وهو يفعل بيسرى ساحرة ما أراد في دفاعات الخصوم.. التيمومي وهذا هو لقبه المدون بفخر في سجل الرياضة المغربية.. وأعلم قبلها أن بيتشو.. كان يرغم خصومه على التفرج عليه.. على الاستمتاع بلوحاته الرائعة.. وكان اللاعب دحان يسجل ضربة جزاء بشكل انفرادي لم يسبقه إليه أحد.. وشكل عسيلة وفرس، ثنائي متعة رائعة.. وفي مونديال المكسيك سنة 1986 ، سجل التاريخ، يومها، سحر لاعب أرجنتيني صنع الحدث وحده.. راوغ كل الفرق وفاز بكأس العالم وحده.. لقد فجر مارادونا أحلى المفاجآت.. واستحق معها لقب ملك الكرة المتوج.. استحم اللاعب حينها بعطر الكرة، وارتدى ملابسه الملونة، ودخل عرسا عالميا.. ولم يكن هناك عريس آخر أجمل منه.. ولا أعتقد أنه يوجد بينكم من لم يغن مع الفنان الأرجنتيني أنشودة الفرح.. وعندما هزم بلجيكا وحده، أهداه الحارس «بفاف» قفازتيه عربون احترام وإعجاب.. وأذكر معكم أسماء لاعبين كبار.. زيدان وبلاتيني وروماريو ورونالدينيو الذين كانوا يعزفون على أوتار المتعة.. فهل توافقونني الرأي على أننا نحتاج فعلا في كل مباراة ل «رقايقية» يحملون الفرجة لكل المتتبعين.. لأنهم فعلا ملح المباريات.