يحاول الوداد الرياضي لكرة القدم جمع شتاته، ووضع الفريق على السكة الصحيحة، كما يحاول في الوقت نفسه أن ينفض عنه الغبار الذي اعتلاه، ليكون جاهزا في الموسم المقبل، ويتمكن من التصالح مع محيطه، ويعود بقوة إلى دائرة التنافس. لقد تعاقد وداد الناصري مبكرا مع المدرب الويلزي جون طوشاك، كما حرص الناصري أيضا على تنظيم ندوة صحفية لتقديم الطاقم التقني الجديد، أما لتجنب التضارب في التصريحات فإنه عين حسن ناظر ناطقا باسم الطاقم التقني. وبالموازاة مع تعزيز صفوف الفريق بلاعبين يمكن أن يقدموا الإضافة للوداد، فإن هناك توجها لتنظيم الجوانب المتعلقة بالتواصل، إذ أن الفريق سيبرمج حصة مفتوحة للصحفيين كل أسبوع لمتابعة تداريب الوداد، كما أن المدرب جون طوشاك وقبل كل مباراة يخوضها الفريق سيعقد ندوة صحفية للحديث عنها ووضع الصحفيين في آخر المستجدات. مثل هذه الخطوات لا يمكن إلا أن تتم مباركتها، فباستثناء فريق الرجاء الذي أدرك مبكرا أهمية التواصل، وفتح منذ سنوات أبواب ملعبه أمام الصحفيين كل أسبوع، فإن بقية الفرق المغربية وبينها الوداد، مازالت تتعامل مع الجوانب المتعلقة بالتواصل بالكثير من الهواية، وبعدم الفهم، ودون إدراك لأهمية تداول اسم الفريق في الإعلام بمختلف تلاوينه، سواء أكان مكتوبا أو بصريا أو مسموعا أو إلكترونيا، والهواية نفسها تتعامل بها الجامعة التي مازالت لم تستطع أن تفرض دفتر تحملات واضح، يضبط علاقة الفرق بالصحافة، ويحول بعض النشاطات من قبيل حصة تدريبية مفتوحة وندوة صحفية إجبارية قبل كل مباراة إلى أمر واقع، يكلف الفرق عقوبات مالية، وقد تصل في بعض الأحيان إلى خصم نقاط من رصيد الفريق. وإذا كان الوداد أدرك اليوم أهمية الانفتاح على الصحافة، وأهمية استغلال اسم الفريق وتسويقه، مما قد يفتح الباب أمامه للتعاقد مع المستشهرين، فإن هناك الكثير مما يمكن القيام به في مجال التواصل داخل الفريق «الأحمر»، وبالشكل الذي يعطي للفريق مكانته. لذلك، لا يمكن إلا التصفيق لمثل هذه البادرة، كما أنه لا يمكن للمتتبع إلا أن يأمل مشاهدة وداد قوي يعطي للبطولة «الاحترافية» نكهة خاصة إلى جانب الرجاء والمغرب التطواني والجيش الملكي والدفاع الجديدي وغريها من الفرق.. لكن الأمل أن تتم مأسسة التواصل داخل الوداد بشكل مهني، حتى لا يكون الأمر مجرد فورة حماس سرعان ماتذوب مع أول تعثر. بقي فقط أن نتساءل في الأخير عن سبب عدم إعلان الناصري عن لائحة المكتب المسير للوداد، والسبب الذي يجعله يدبر الأمور لوحده في هذه المرحلة.