اعتقالات مزارعي الكيف لم تعد مقتصرة على الفلاحين الصغار، إذ استفاقت جماعة اسنادة التابعة لإقليم الحسيمة، يوم الأربعاء الماضي، على خبر اعتقال رئيس جماعتها بتهمة زراعة القنب الهندي. وتعود أسباب هذا الاعتقال، حسب المعطيات التي حصلت عليها الجريدة، إلى الشكاية التي تقدم بها رئيس الجماعة إلى السلطات الأمنية متهما فيها أحد الفلاحين بتحوير مسار قنوات الري لتعبر عبر قطعة أرضية في حوزته، قبل أن تثبت التحريات التي قامت بها عناصر الدرك الملك أن القطعة الأرضية موضوع الشكاية تخصص لزراعة القنب الهندي، إذ صرح المتهم الذي وضع رئيس الجماعة شكاية ضده، أن الأرض التي مرر منها قنوات الري، تستعمل لزراعة الكيف. ومباشرة بعد التصريحات التي أدلى بها المتهم، انتقلت عناصر من الدرك الملكي إلى عين المكان، للتأكد من صحة الأقوال التي سجلت في المحضر، لتكتشف أن رئيس الجماعة متورط أيضا في زراعة الكيف في إحدى الجماعات البعيدة نسبيا عن كتامة، المركز الرئيسي لزراعة الكيف بمنطقة الريف. وحسب مصادر «المساء»، فإن سكان الجماعة عبروا في أكثر من مناسبة عن امتعاضهم من التصرفات غير المسؤولة لرئيس الجماعة الذي كان معروفا لدى الجميع أنه يزرع القنب الهندي دون أن يعتقله أحد بالمقابل كان يقدم شكايات كيدية ضد فلاحين صغار باسنادة. في السياق نفسه، علمت «المساء» من مصادر مطلعة أن العشرات من سكان باب برد سينزلون للاحتجاج مباشرة بعد عيد الفطر تنديدا بما وصفته مصادرنا بانقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة وسيطرة بارونات المخدرات على منابع المياه بالمنطقة التابعة لإقليم الشاون، لاسيما وأن عشرات الدواوير باتت تعاني من العطش بسبب استنزاف الفرشات المائية التي تخصص لزراعة الكيف أمام شح التساقطات المطرية التي تعتبر المصدر الأول لسقي نبتة الكيف. وقالت المصادر ذاتها إن سكان المنطقة مدعومين بمستشارين جماعيين سيقدمون على ما أصبح يسمى ب»ربيع باب برد» بعدما استنفدوا كل طرق الحوار مع السلطات وبعدما عجزوا أيضا عن مواجهة بارونات المخدرات الذين يسيطرون على منابع المياه في أعالي الجبال.