هل تبحثون عن نمط حياة صحي، والتمتع بصحة جيدة؟ إنه الوقت المناسب تماما للوعي بعادات استهلاك الطعام والاستفادة من الصيام على أتم وجه. ولهذا الهدف قمنا بتجميع جميع الأسئلة، التي توصلنا بها عبر ملحق الأسرة من القراء الأوفياء، والمتعلقة برمضان والصحة، فكانت لنا لقاءات مع أخصائيين للإجابة عنها خلال هذا الشهر الفضيل. - ما هي المواد الغذائية التي تضرّ بالصحة ويجب تجنبها خلال شهر رمضان؟ هي الأطعمة بطيئة الهضم، مثل القمح والشوفان والبرغل والسّميد والفاصولياء والعدس والمعكرونة البنية والأرز.. وتسمى أيضا الكربوهيدرات المعقدة، وكذا الأغذية سريعة الاحتراق، وهي الأغذية التي تجعل الشخص يشعر بالجوع بسرعة، وتشمل السكر والمعكرونة والأرز الأبيض وما إلى ذلك، وتسمى جميعها الكربوهيدرات المكررة، وكذا الألياف التي تحتوي على النخالة، مثل القمح الكامل، الحبوب، البذور وبعض الخضر(الفاصولياء الخضراء والسبانخ) وأيضا الفواكه المجففة وخاصة المشمش والتين والخوخ مع تجنب المقليات لكونها السبب في عسر الهضم والحرقة والزّيادة في الوزن. وأؤكد ضرورة تناول الطعام بشكل متوازن، كما تجب مراعاة احتواء الوجبتين، الفطور والسحور، خلال شهر الصيام على الفواكه والخضر واللحوم والدجاج والسمك والخبز والحبوب ومنتجات الألبان. - يكثر في شهر رمضان استهلاك العصائر المصنعة ما هي خطورتها على صحّة الصائم؟ يجب الانتباه إلى المواد المصنعة، لأنه ليس كل ما هو سائل يرطّب الجسم، وليس كل ما ينعش الفم ينعش الجسم.. ومن العادات التي يجب اتباعها تقليل نسبة الملح، لأنّ الملح يزيد من حاجيات الجسم إلى الماء. وليس فقط ملح الطعام هو الذي يحتوي على نسبة عالية من الصّوديوم، بل حتى بعض المواد المصنعة، التي باحتوائها على نسبة عالية من الصوديوم تزيد من درجة اجتفاف الجسم، وبالتالي من حاجياته إلى الماء. أضف إلى ذلك تناوُل كمية عالية من السكريات، التي تتطلب أيضا احتياجات إضافية من الماء. ومن نِعَم الخالق، سبحانه وتعالى، أنه خصّ فصل الصيف بفواكه عديدة، وهي أغذية تزن ذهبا غذائيا وعلاجيا، ومن أهمّ أدوارها ترطيب الجسم وتعديل درجة حرارته، ويتجلى ذلك في أن مجرّد ذكر اسم من هذه الفواكه يترك انطباعا يوحي بالانتعاش.. - تزخر المائدة المغربية بالعديد من «الشّهيواتْ» التي لا تفارقها، مثل الحريرة، الشّباكية وغيرهما.. ما هي أضرارها الصحية على الصائم؟ بالفعل، تزخر الثقافة الغذائية المغربية بالعديد من الأطباق الصحية التي اكتسبت شهرة عالمية، ومنها «الحريرة»، وهي وجبة رمضان بدون منازع. كما تعتبر رمزا من رموز إكرام الضيف، وهذا الغذاء صحي، ويمكن اعتباره كاملا، لما يضمّه من مكونات تلبي حاجيات الإنسان، فنجد ما يقارب 15 مكونا، نذكر على سبيل المثال: البصل، الطماطم، القطاني (العدس والحمص) اللحم، المعجنات، المعدنوس، البهارات، الزّيت، الدقيق ونسبة عالية من الماء.. وتختلف الطريقة والمكونات من منطقة إلى أخرى، لكنّ ما هو مشترَك هو أنّ هذا الغذاء يعتبر غذاء كاملا، إذا احترمنا فيه طرُق الطهي الصحية والابتعاد عن العادات السيئة، كإضافة كمية كبيرة من كبد الدّجاج أو بعض عظام اللحم، والتي يمكن أن تضمّ سموما مخزنة، لأنّ سموم الحيوانات تخزَّن في الكبد والعظام.. ومن الأخطاء المرتكبة تحضير كمية كبيرة وتخزينها لليوم الموالي أو الأيام الموالية. إذ يجب تجنب هذه العادة لما لها من أضرار.. وحين نتحدّث عن «الحريرة» نستثني الحريرة المصنعة سريعة التحضير، لأنها بعيدة كل البعد عن «الحريرة» الطبيعية. - يعاني بعض الصائمين من الإمساك خلال شهر الصيام، فبِمَ تنصحهم؟ إذا كنتَ ممن يصابون بالإمساك، وخاصة خلال شهر الصيام، فأكثِرْ من تناول الأغذية الغنية بالألياف الموجودة في السَّلطات والبقول والفواكه والخضر، وحاولْ أن تكثر من الفواكه بدلا من الحلويات الرمضانية، واحرص على الحركة وعدم النوم مباشرة بعد وجبة الإفطار.
- وما هي أهم النصائح الغذائية التي يمكن أن تقدمها للصائم خلال شهر رمضان؟ اختر لنفسك غذاء صحيا متكاملا، بأنْ تحرص، أيها الصائم، على أن يكون غذاؤك متنوعا وشاملا لكافة العناصر الغذائية، واجعل ضمن محتويات مائدة إفطارك مقدارا وافرا من السَّلطة، فهي غنية بالألياف، كما تعطيك إحساسا بالامتلاء والشّبَع، وتجنبك كمية أكثرَ من باقي الطعام. وتجنب التوابل والبهارات والمخللات قدْر الإمكان. كما يُستحسن تجنب المقليات، فقد تسبب عسر الهضم وتلبّك الأمعاء. وحاول أيضا تجنب الأغذية شديدة الملوحة والتوابل والبهارات، خاصة عند السحور، لأنها تزيد الإحساس بالعطش. ويُستحسن تجنب استعمال الأغذية المحفوظة أو الوجبات سريعة التحضير، مع التزود بكمية كافية من الماء، مع عدم المبالغة في ذلك. نصائح -تجنبوا استهلاك المواد المصنعة فليس كل ما ينعش الفم ينعش الجسم. -احذروا تناول الأطعمة المقلية، لأنها مشبَعة بالزيوت وتصيب بعسر في الهضم وزيادة في الوزن. -لا تكثروا من تناول الكاتشاب والمايونيز والمخللات لعلاقتها بزيادة الوزن واضطراب ضغط الدم وزيادة نسبة الأملاح في الجسم. -تجنبوا المشروبات الغازية والكافيين، فهي مُضرّة وتسبب إعاقة عملية الهضم. -لا تكثروا من شرب الشاي خلال السحور، لأنه مدر للبول ويأخذ معه الأملاح المعدنية القيّمة التي يحتاجها الجسم خلال النهار. عبد الإله بنزاكور رئيس قسم الجراحة بمستشفى مولاي يوسف في البيضاء