رغم أنه لم يتجاوز بعد ثمان عشرة سنة، فتح عبد الوافي هرواش عينيه على حلم واحد: أن يرى منطقة أيت سعيد تتمتع بكافة المرافق الضرورية لتكون مثل غيرها من المدن المغربية.. تعرف على العمل الجمعوي منذ الصغر بفضل قربه من مركز المنطقة الذي يشهد جل الأنشطة الجمعوية، وبعد حصوله على شهادة الباكالوريا قرر أن يؤسس جمعية الريف التنموية دار الكبداني، ليكون أصغر رئيس جمعية في المغرب.«أعمل كل ما بوسعي لأوفق بين الإثنين فللدراسة وقت وللعمل الجمعوي وقت وكلاهما مهم بالنسبة لي، فالجهد والمثابرة والنجاح وحب النضال أحاول أن أنجح فيها معا». في السنة الأولى باكالوريا التحق هرواش بثانوية عبد الكريم الخطابي بمدينة الناظور ليدرس شعبة الاقتصاد والتدبير، ويتابع الآن دراسته في السنة أولى شعبة القانون الخاص بالكلية متعددة التخصصات الناظور بسلوان.. تعرف ابن الناظور على العمل الجمعوي من خلال احتكاكه بالفاعلين الجمعويين بالمنطقة، ومن خلال ميولاته وحبه للعمل الجمعوي.. لا يخفي عبد الوافي أنه استفاد من تشجيع والده ومجموعة من أصدقائه المقربين، كما تحمس ساكنة منطقة آيت سعيد للفكرة وساهموا معه في تأسيس الجمعية. يعترف هرواش أن قضايا الشباب هي كل همه، ويحزن كثيرا عندما يجد أصدقاء طفولته منغمسين في دوامة المخدرات والتفكير في الهجرة يقول ل«المساء» معلقا: «أسعى إلى تنمية المنطقة اقتصاديا وذلك بخلق مشاريع مدرة للدخل، واجتماعيا من خلال الاهتمام بالأم والطفل والتوعية، خاصة في مجال التعليم والتكوين والصحة، وثقافيا وذلك بالقيام بحملات تحسيسية وعقد الندوات والمحاضرات». بعد أسابيع من تأسيسها، بدأت الجمعية في تكوين مجموعة من شباب المنطقة في مجالات مختلفة وذلك بشراكة مع منظمات دولية من أجل تأهيلهم، وتقديم مساعدات للأسر المعوزة سواء بشراء ألبسة للعيد أو الأدوية لهم. أثناء الفيضانات الأخيرة التي عرفتها أقاليم الشمال، أشرفت الجمعية مع لجنة إغاثة منكوبي فيضانات الناظور على توزيع مساعدات غذائية وأغطية وأدوية على المتضررين من أبناء آيت سعيد، كما يسهر على إعداد مشاريع تأهيل أبناء المنطقة في الميادين الحرفية، وخلق فضاء ثقافي واجتماعي ورياضي بالمنطقة. «أتمنى أن تعطى للشباب في عقدهم الثاني مسؤوليات داخل الجمعيات والمؤسسات الطوعية المنظمة قانونيا، من أجل تأهيلهم لتحمل مسؤوليات أكبر داخل مؤسسات الدولة في يوم من الأيام»