أعلن المهدي الإدريسي، المدير المنتدب بالاتحاد العام لمقاولات المغرب، زوال أول أمس، أن المشاركة المغربية في الملتقى المغاربي الأول لأصحاب الأعمال، الشهر المقبل بالجزائر، ستناهز 100 ممثل عن المقاولات المغربية، ضمن مجموع المشاركين من بلدان اتحاد المغرب العربي الذي يتوقع أن يناهز 700 مشارك. وفد من الكونفدرالية الجزائرية لأرباب العمل، يضم نائب الرئيس، رشيد أرزقي، والكاتب العام، رابح بوسبحة، حل الثلاثاء الماضي عند باطرونا المغرب بالدار البيضاء وعقد ندوة صحافية دعا فيها إلى مشاركة المقاولات المغربية بكثافة في الملتقى، الذي ينظمه الاتحاد المغاربي لأصحاب الأعمال ويراد له أن يكون لبنة أولى لتبديد المخاوف والتوجسات لدى باطرونا المنطقة من بعضها البعض، والتي تحول دون التعاون فيما بينها، والدخول في شراكة ومشاريع للاستفادة من فرص التكامل الموجود بين اقتصاديات بلدان المنطقة. أحد بواعث التوجس هو العراقيل التي تصادفها المقاولات المغربية ونظيرتها في دول الاتحاد في الحصول على تسهيلات لتوسيع نشاطها في تلك البلدان، ومن ذلك الصعوبة التي وجدها «التجاري وفابنك» في نيل ترخيص من لدن السلطات الجزائرية، والذي يعزى حسب مولاي حفيظ العلمي إلى حساسية قطاعي البنوك والتأمينات في كل دول العالم عموما، واللذين يخضعان لرقابة الدولة عليهما. نائب رئيس باطرونا الجزائر نفى أن تكون بلاده غير مفتوحة أمام مقاولات بلدان الاتحاد المغاربي، مضيفا أن مقاولات جزائرية أغلقت أبوابها بفعل المنافسة القوية التي وجدتها في الجزائر من مقاولات أجنبية، فيما قال رابح بوسبحة إن شركة «تأمينات الوفاء» نالت الأسبوع الماضي ترخيصا لممارسة نشاطها في الجزائر. خطاب باطرونا المغرب والجزائر خلال الندوة الصحافية ليوم أول أمس ركز على أن الباطرونا لا تمارس السياسة وتريد اغتنام الفرص الاستثمارية القائمة بين بلدان الاتحاد، وتهيئة المناخ المناسب لرفع الاستثمارات البينية، وخلق تكتلات جهوية اقتصادية مبنية على المصالح المشتركة لمواجهة الضغوط الشديدة التي تمارسها العولمة على المقاولات، بحيث أصبح هاجسها الأول هو الحرص على البقاء في السوق. الملتقى المغاربي الذي يعقد يومي 10 و11 ماي المقبل تحت رعاية الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة يتضمن جلسات عامة وورشات قطاعية ومعرض موازيا، إضافة إلى لقاءات ثنائية وجماعية لبحث فرص الاستثمار والشراكة بين المقاولات المغاربية. وتتطرق الجلسات لمواضيع مختلفة كتأثير الأزمة العالمية على المنطقة وإمكانية إيجاد حلول محلية، والاندماج الاقتصادي، والقطاعات الواعدة كالعقار والسياحة، وطبيعة المشاريع الاتحادية التي يمكن أن تجمع دول الاتحاد كبناء وإصلاح السفن والصناعة الكيماوية والنقل البحري والصلب والحديد والصناعة الميكانيكية... رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب ألح على أن أرباب العمل في المنطقة ليس أمامهم من خيار سوى التعاون فيما بينهم للحفاظ على مقاولاتهم، وتحقيق تكامل وتعاون لا ينفي بقاء التنافس فيما بينهم على الأسواق، مضيفاً أن المطلوب إزالة كل أسباب التوجس والتباعد القائم بينهم، ومن الاقتراحات المطروحة على الطاولة أن يتولى رئيس كل باطرونا في بلدان الاتحاد على عاتقه التدخل لحل الصعوبات التي تواجه مقاولات باقي البلدان.