عاد اسم محمد بوهريز إلى الواجهة مجددا، بعد أن ابتدأت فعاليات دوري للغولف يتم تنظيمه هذا الأسبوع في مدينة برشلونة، والذي دفعت جهة طنجةتطوان تكاليف تنظيمه من جيوب دافعي الضرائب المغاربة. ويعتبر بوهريز، وهو المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار بجهة طنجةتطوان، العراب الرئيسي لهذا الدوري، الذي يأتي احتفالا بولادة نادي الغولف بطنجة، الذي يرأسه بوهريز. ومن المرتقب أن يكون دوري الغولف منقسما إلى شطرين، الشطر الأول يتم تنظيمه حاليا في مدينة برشلونة، فيما سيتم تنظيم الشطر الثاني نهاية الصيف أو نهاية السنة في طنجة. وحصل بوهريز على مليوني درهم (200 مليون سنتيم) من جهة طنجةتطوان، لقاء تنظيم هذا الدوري، وهو ما أثار حفيظة أغلبية أعضاء المجلس، الذين وصفوا منح بوهريز هذا المبلغ بمثابة فضيحة حقيقية، في وقت تعاني فيه أجزاء واسعة من طنجة من ترد كبير في البنية التحتية، كما تعاني قرى كثيرة بجهة طنجةتطوان من العطش ورداءة الطرقات وانعدام المدارس والمستشفيات. وكان بوهريز حصل على المبلغ ورفض بشكل مطلق الكشف عن تفاصيل صرفه، على الرغم من أنه كان قد وعد بتنظيم الدوري بمجرد تسلمه المبلغ، غير أن تفجير «المساء» لهذا الموضوع جعله يسارع إلى الإعلان عن كونه سينظم به دوري للغولف. وحصلت «المساء» على وثيقة لبرمجة الفائض المالي لسنة 2012 لجهة طنجةتطوان، والذي يتضمن في بنده الثاني منحة بقيمة مليوني درهم تدفع في إطار الشراكة مع نادي الغولف بطنجة، على الرغم من دعوة أعضاء كثيرين من أجل برمجة الفائض في إنقاذ قرى من العطش والعزلة، وهو ما جعل هذه المنحة تأخذ شكل وصيغة فضيحة حقيقية. ولقي مطلب بوهريز بالحصول على هذا المبلغ لتنظيم دوري الغولف معارضة شديدة داخل مجلس جهة طنجةتطوان، وخصوصا من جانب مستشارين ورؤساء مجالس قروية، والذين كانوا يطالبون بتخصيص مبلغ الفائض لحل مشاكل العالم القروي وربطه بشبكة الماء الصالح للشرب وبناء مدارس ومستشفيات، غير أن القرار الأخير للجهة كان هو وضع المبلغ في يد محمد بوهريز. ووصف المعارضون لمنح مليوني درهم لبوهريز كون جمعية الغولف التي يرأسها تضم عددا من أبرز أغنياء المدينة، من بينهم محامون وأطباء ومهندسون ورجال أعمال، وأنه من غير اللائق أن يستمتع أغنياء المدينة بلعب الغولف على حساب فقراء جهة طنجةتطوان وسكان المناطق القروية، الذين لا يجدون ماء صالحا للشرب أو مدارس ومستوصفات. وقالت مصادر من جهة طنجةتطوان ل»المساء» إن بوهريز لم يقتصر على مص 200 مليون سنتيم من ميزانية الجهة، بل سافر إلى إسبانيا على حساب المال العام، حيث عقد اتفاقية شراكة مع نادي إسباني للغولف يوجد مقره في برشلونة. واستغل بوهريز رحلة إلى برشلونة، تكلفت بمصاريفها الجماعة الحضرية لطنجة، من أجل عقد اتفاقية شراكة مع ناد كاتلاني يحمل اسم «سان كوغات»، والذي تكفل بالتنظيم اللوجستيكي لتنظيم مسابقة للغولف في برشلونة. ولم يكن في أجندة تلك الرحلة أية إشارة إلى عقد اتفاقية شراكة بين بوهريز والنادي الكاتلاني، غير أن بوهريز استغلها لخدمة «نادي الأثرياء» على حساب جيوب المغاربة. وكان موضوع حصول بوهريز على مبلغ 200 مليون سنتيم من جيوب دافعي الضرائب المغاربة، مناسبة لعدد من أعضاء مجلس جهة طنجةتطوان، للاحتجاج على تحكم «لوبي بوهريز» في دواليب الجهة، خصوصا وأن رئيس الجهة، رشيد الطالبي العلمي، كان دائم التنقل إلى الرباط لترؤسه وقتها فريقه البرلماني، غير أن تحكم «اللوبي البوهريزي» في قرارات الجهة استفحل أخيرا بعد أن تبوأ الطالبي العالمي منصب رئيس البرلمان، وترك «الملعب» فارغا تماما للوبيات المصالح واستغلال المال العام. وكانت مصادر من جهة طنجةتطوان كشفت ل»المساء» عن كون طلبات الدعم التي تتقدم بها الجمعيات لمجلس الجهة، تمر عبر مكتب بوهريز، الخاص بشؤونه المالية، والموجود على بعد بضع خطوات من مقر الجهة. وكان بوهريز نقل مقره القديم، الذي كان موجودا بساحة الأمم، إلى مقر جديد بعمارة محاذية لمقر جهة طنجةتطوان، وذلك حتى يكون قريبا جدا من «المطبخ» الذي صارت رائحته تثير تساؤلات كثيرة ومحيرة بين سكان طنجةوتطوان. وتوجه أصابع الاتهام لأحد موظفي الجهة، بكونه المنفذ الرسمي لرغبات وأوامر بوهريز، مع أن ذلك الموظف سبق أن اتهم في ملف خطير يتعلق بالنصب والاحتيال.