اجتمعت لجنة مالية جهة طنجةتطوان يوم الأربعاء الماضي 30 يناير 2013 برئاسة نائب رئيس مجلس الجهة، السيد أحمد الطاهري، المنتمي إلى حزب الأصالة والمعاصرة، التي أثيرت حولها عدة تساؤلات حول عدم قانونيتها بدعوى عدم انتخاب رئيسها بعد، كانت أبرزها نقطة نظام التي تقدم بها أحد أعضائها في هذا الإطار، مما دفع بنائب الرئيس المذكور إلى الدفاع عن قانونية الجلسة بدعوى أن رئيس الجهة هو من قام بتعيينه لترؤس هذه الجلسة في انتظار انتخاب رئيس جديد لها بشكل قانوني. هذا الاجتماع بدأ بمطالبة أعضاء اللجنة المنتمون إلى حزبي العدالة والتنمية والحركة الشعبية لمترئس الجلسة بإمدادهم بلوائح الجمعيات المستفيدة من دعم مجلس الجهة على صعيد جهة طنجةتطوان، هذا الأمر رفضه هذا الأخير في البداية مدعيا أنه لا يتوفر عليها في الوقت الراهن وأن اللوائح المطلوبة بيد رئيس الجهة، وأمام إصرار الأعضاء المذكورين على تشبثهم بالأمر، لم يجد مترئس الاجتماع سوى الاستنجاد برئيس الجهة عبر اتصال هاتفي مطالبا منه إمداده باللوائح المذكورة، وهو ما تأتى بعد أزيد من ساعتين من الانتظار. المفاجأة الكبرى كانت بعد ذلك الاجتماع بيوم واحد، أي يوم الخميس 31 يناير 2013 أثناء انعقاد دورة مجلس الجهة المخصصة لدراسة والمصادقة على الحساب الإداري السنوي للمجلس برئاسة رئيسه، السيد رشيد الطالبي العلمي، وبحضور والي الجهة بالنيابة، محمد اليعقوبي، أصابت الحضور بصدمة وذهول شديدين، حين تسلموا لوائح تلك الجمعيات المستفيدة من دعم المجلس، حيث أن حوالي 90 في المائة من ميزانية الدعم رصدت للجمعيات الموالية للرئيس المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار ونوابه وحوارييه، خاصة مدعميه خلال انتخابات مجلس الجهة الأخيرة، وهكذا تم تخصيص مبالغ خيالية لجمعيات أغلبها إما صورية أو شبه نكرة ولا تقوم بأنشطة تواتي ما قدم لها من دعم، الشيء الذي دفع مجموعة من الفرق السياسية بالمجلس إلى مقاطعة أشغال الدورة، مما أدى إلى عدم اكتمال النصاب القانوني ورفع الجلسة إلى موعد لاحق.. وعلى رأس هذه الجمعيات المستفيدة من دعم السيد الطالبي العلمي، جمعية "سيدي أحمد الشيخ جهجوكة" بالعرائش لصاحبها المصطفى القرقري المنتمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ونائب رئيس مجلس الجهة الذي كان له دور حاسم في فوز رشيد الطالبي برئاسة المجلس خلال الانتخابات الأخيرة، والتي استفادت من مبلغ 270 ألف درهم، وجمعية "مكاد الثقافية والاجتماعية" بوادي لو لصاحبها عبد السلام حيون نائب مدعمها محمد الملاحي رئيس بلدية وادي لو المنتميان لحزب الوردة، التي استفادت من مبلغ 200 ألف درهم، وجمعية "الأبواب السبعة" بتطوان لصاحبها جواد أقموم المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، التي استفادت من مبلغ 150 ألف درهم، وجمعية "المدرسة العتيقة والحضرة البقالية" بشفشاون لصاحبها الأمين البقالي الطاهري القيادي بحزب الوردة، التي استفادت من مبلغ 120 ألف درهم، وجمعية "الأخوة الرياضية" بتطوان لصاحبها عبد السلام الدامون المنتمي لحزب الحمامة وعضو مجلس الجهة، التي استفادت من مبلغ 50 ألف درهم، وجمعية "الصقر الذهبي" بتطوان لصاحبها محمد المرابطين الملقب ب "وليدي" المساند لحزب الحمامة بحي جامع مزواق بتطوان، التي استفادت من مبلغ 150 ألف درهم، وجمعية "ابن بطوطة للأعمال الاجتماعية" بطنجة لصاحبتها البرلمانية عن دائرة طنجةأصيلة المنتمية لحزب الحمامة، سعيدة شاكر المطالسي، التي استفادت من مبلغ 100 ألف درهم، وجمعيات المستشار البرلماني عن دائرة طنجة محمد بوهريز المنتمي لحزب الحمامة، وهي جمعية "عين الحجر" التي استفادت من مبلغ 70 ألف درهم وجمعية "الاتحاد النسائي بطنجة" التي استفادت من مبلغ 50 ألف درهم وجمعية "أطفال الجنة" التي استفادت من مبلغ 50 ألف درهم، و"نادي التنمية الرياضية الكريكيت" التي استفادت من مبلغ 50 ألف درهم، وجمعية "عين شوفو العنصرة سبعة رجال" لصاحبها أحمد المرابط السوسي رئيس بلدية المضيق المنتمي لحزب الأحرار التي استفادت من مبلغ 100 ألف درهم، وجمعية "شباب تطوان للكرة المصغرة" لصاحبها مصطفى البكوري المستشار الجماعي بالجماعة الحضرية لتطوان المنتمي لحزب الحمامة التي استفادت من مبلغ 150 ألف درهم، وجمعيتي "أفنان" التي استفادت من مبلغ 200 ألف درهم و"دار الطالب والطالبة" بجوامعة التي استفادت من مبلغ 50 ألف درهم، وهما لصاحبها المستشار البرلماني عن دائرة طنجة المنتمي لحزب الأحرار محمد أقبيب، وجمعية "أجيال للتنمية" بمقريصات بإقليم وزان لصاحبها أحمد السنيتي المستشار البرلماني عن دائرة وزان ورئيس جماعة مقريصات القروية المنتمي لحزب البام التي استفادت من مبلغ 100 ألف درهم، و"الجمعية الخيرية دار الطالب والطالبة" بجماعة تنقوب بإقليم شفشاون لصاحبها حميد الدراق عضو مجلس الجهة المنتمي لحزب الحمامة التي استفادت من مبلغ 70 ألف درهم، إلى جانب جمعية "مؤسسةالمهرجان المتوسطي للثقافة الأمازيغية" لصاحبها فؤاد العماري النائب البرلماني عن دائرة طنجةأصيلة وعمدة طنجة القيادي بحزب الجرار، إضافة إلى عدة "جمعيات" أخرى محسوبة على السيد الطالبي العلمي وحزبه ومقربيه ومدعميه، مثل جمعية "المهر لتربية الفرس" التي استفادت من مبلغ 150 ألف درهم، وجمعية "عبد الصمد الكنفاوي" التي استفادت من مبلغ 150 ألف درهم كذلك، وجمعية "أجراس للتنمية" التي استفادت من مبلغ 100 ألف درهم، وجمعية "الطقطوقة" بطنجة التي استفادت من مبلغ 100 ألف درهم كذلك، وغيرها كثير...... (انظروا اللائحة كاملة أسفله). للإشارة، فإن الاعتماد المالي المرصود لدعم هذه الجمعيات بلغ 780 مليون سنتيم، وتم توزيعه على الشكل التالي: الجمعيات الثقافية في إطار الشراكة رصد لها مبلغ 300 مليون سنتيم، والجمعيات الاجتماعية رصد لها مبلغ 140 مليون سنتيم، والجمعيات الخيرية رصد لها مبلغ 140 مليون سنتيم، والجمعيات الرياضية رصد لها مبلغ 140 مليون سنتيم، وإمدادات النوادي الرياضية بلغت 60 مليون سنتيم، ليتم تخصيص حصة الأسد من هذه المبالغ لتوزيعها على الجمعيات الموالية لرئيس مجلس الجهة وأذنابه بمنطق سياسوي وانتخابوي محض.. والطامة الكبرى أن هذا الريع الجمعوي المشين تم بمباركة مطلقة لوالي الجهة بالنيابة ووالي ولاية تطوان، محمد اليعقوبي، بصفته آمرا بالصرف، الذي صادق على هذه المنح في شخص الكاتب العام لولاية طنجة، المصطفى الغنوشي، إسوة برئيس مجلس الجهة الذي صادق عليها في شخص نائبه الأول، أحمد الطاهري، حيث أن كلاهما فضلا الدفع بنوابهما للتوقيع والمصادقة على هذه المناكر بدلا عنهما.. وبالتالي فقد أصبحت خطة الوالي اليعقوبي مكشوفة للعيان، حين قام بمباركة وتزكية المنح المقدمة لجمعيات مدينة تطوان، من طرف الجماعة الحضرية الذي أقدم رئيسها السيد محمد إدعمار المنتمي لحزب العدالة والتنمية بدوره على توزيع حصة الأسد من الدعم على الجمعيات المحسوبة عليه وعلى مقربيه والموالية له ولحزبه، ليقوم بنفس الشيء مع رئيس مجلس الجهة الذي رد الصفعة لغريمه رئيس حضرية تطوان من مدينة طنجة.. إن هذه السلوكات المشينة التي تستنزف ميزانية الجماعات الترابية لأغراض انتخابوية واضحة تدق ناقوس الخطر حول المآل الذي آل إليه المجتمع المدني بجهة طنجةتطوان الذي تحول من خادم للتنمية المحلية إلى خادم للسياسويين الفاسدين.. محمد مرابط لتطوان نيوز