في سابقة لم تعهدها وجدة، أقدم أصحاب سيارات الأجرة الكبيرة، الأسبوع الماضي على محاصرة سيارات النقل المزدوج بالموقف المخصص لها بمحاذاة المحطة الطرقية بوادي الناشف بالمدينة، لمنعها من التحرك، بعد أن سبق لهم مساء الاثنين المنصرم أن حاصروا إحدى حافلات النقل. أرباب سيارات الأجرة الكبيرة يطالبون أرباب النقل المزدوج الابتعاد عن محطة وقوفهم بعد الانتقال إليها بقرار من المجلس البلدي، والتي كان أصحاب النقل المزدوج يستغلونها من قبل، في الوقت الذي يرفض أصحاب النقل المزدوج ذلك بحكم أن المحطة كانت مخصصة لهم وتنقلهم منها إلى مكان آخر والابتعاد عنها يعدم مصدر رزقهم، مرددين "قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق" معتبرين ذلك إقصاء وتهميشا. أصحاب النقل المزدوج أشاروا إلى أن أصحاب سيارات الأجرة الكبيرة يتخوفون من المنافسة الشريفة ويريدون أن تخلو لهم الطريق للمضاربة في تسعيرة النقل، حيث إن تذكرة النقل المزدوج، على سبيل المثال، من وجدة إلى عين بني مطهر محددة في 17 درهما بالنسبة للنقل المزدوج بدل 30 درهما في سيارة أجرة كبيرة، ومن وجدة إلى جرادة ب12 درهما بدل 20 درهما، ويذكرون بأن لا أحد يتحكم في سيارات الأجرة الكبيرة التي زرعت محطات غير قانونية وسط المدينة تنافس حافلات النقل الحضري وسيارات الأجرة الصغيرة، دون الحديث عن استغلالها لبعض الأوقات والمناسبات للرفع من التسعيرة إلى 50 درهما. وندد أصحاب النقل المزدوج باصطفاف السلطات المحلية والمجلس البلدي إلى جانب نقابة سيارات الأجرة الكبيرة، متهمين السلطات المحلية بمجاملة هذه النقابة والخوف من تحركاتها، والمجلس البلدي بدعمها ومساندتها لانتمائها إلى الحزب الذي يسيره، وذلك على حساب هذه الفئة الضعيفة التي لا تجاوز عدد سياراتها التي تهتم بالنقل المزدوج سبع سيارات. واستنكر هؤلاء المتضررون قيام أصحاب سيارات الأجرة الكبيرة بمحاصرتهم وتهديدهم ومنعهم من الاشتغال في ظل صمت السلطات المحلية والأمنية، كما لو أن البلد لا تحكمه قوانين يحتكم إليها الجميع، وطالبوا في الوقت نفسه بالجلوس معهم للحوار وتدخل المسؤولين لحلّ هذا النزاع المفتعل قبل فكّ الاعتصام. باشا المدينة الذي حلّ بالمكان وتتبع الملف، أكد على أن السلطات المحلية قامت بتنفيذ قرارات مجلس الجماعة الحضرية الذي صادق عليها في إحدى جلساته، والتي حددت محطات موقف سيارات الأجرة الكبيرة وسيارات النقل المزدوج بالقرب من المحطة الطرقية، غير بعيد عن بعضها البعض، ودون أن يمس ذلك بأوضاعها أو يؤثر على تحركاتها.