يعيش أولمبيك أسفي لكرة القدم حالة من عدم التوازن، فمنذ سنوات طويلة لم يستقر الفريق على حال، ويعيش بشكل دائم على وقع تغييرات تطال إدارته التقنية، الأمر الذي دفع الفريق ثمنه غاليا، وجعله يعيش حالة من عدم الاستقرار. في الموسم الذي ودعناه، حافظ الفريق على مكانته في البطولة «الاحترافية» بصعوبة بالغة، إذ لم يضمن بقاءه إلا في الجولة الأخيرة بعد فوز مثير على الرجاء. وفي الوقت الذي كان من المفروض أن يحافظ الفريق على استقراره التقني، ويجدد الثقة في مدربه يوسف فرتوت ليدخل الفريق مرحلة أخرى من العمل، فإن المكتب المسير فاجأ المتتبعين بقراره بإقالة فرتوت من مهامه، بعد الضغط الذي مارسه منخرطون في الفريق، رفعوا شعار التعاقد مع مدرب ل»الألقاب». ودون تخطيط، وجد أولمبيك أسفي نفسه قد دخل دوامة البحث عن مدرب بديل، وبعد أن تعثرت المفاوضات مع ثلاثة مدربين وهم: جمال السلامي ومصطفى مديح وهشام الإدريسي عاد الفريق ليتعاقد ب»الصدفة» مع المدرب التونسي لطفي رحيم. إن أسئلة كثيرة تطرح نفسها بحدة داخل فريق أولمبيك آسفي، ولعل أول الأسئلة، هو ما هي الأسباب التي تدفع بمسؤولي الفريق وبشكل مستمر إلى تغيير المدربين، فباستثناء عبد الهادي السكتيوي لم يتم منح الفرصة كاملة لأي مدرب، إذ سرعان ما كان يتم الاستغناء عن خدماتهم، وأحيانا بطرق غريبة. ثم ما الذي دفع مسؤولي الفريق إلى تحويل أولمبيك آسفي كما قال المنخرط الغنبوري إلى «سوق للبيع والشراء»، ففي كل موسم يتم التعاقد مع مجموعة من اللاعبين، قليل منهم من يثبت جدارته، بينما الأكثرية تفشل، أو يتم التعاقد معها من أجل التعاقد، وما الذي يدفع مسؤولي الفريق إلى الرضوخ لضغط بعض المنخرطين والجمعيات، رغم أن المفروض أن يتحمل المكتب المسير مسؤولية قراراته، كما أن وضع الفريق على السكة السليمة، لا يتم فقط من خلال التعاقد مع مدرب، فالأمر يتعلق بمنظومة كاملة، من المفروض أن لا تكون بها أي أعطاب، لكن عندما ينظر البعض إلى الفريق على أنه «خبيزة جابها الله»، وعندما يبحث كل طرف عن نصيبه، وعندما تدخل المساومات وجبر الخواطر، فإن فريق أولمبيك آسفي سيجد نفسه يعيش نفس السيناريو كل موسم، وكأن هناك من يروقه أن يظل الفريق في هذا الوضع.