ما هي آخر المعلومات التي توصلتم بها حول وضعية المعتقلين المغاربة في العراق عقب الأحداث الأخيرة؟ بعد انطلاق الأحداث التي يعرفها العراق الآن، انقطع اتصالنا تماما بالمعتقلين الموجودين في سجني الناصرية والتاجي، فلم نعد نعرف كيف نتواصل معهم. لذلك لجأنا إلى سجناء آخرين مغاربة وعرب من خارج هذين السجنين. وقبل أيام توصلنا بمعطيات من أحد السجناء العرب تؤكد أن السلطات العراقية بدأت تسأل السجناء عن هويتهم المذهبية، أي عما إذا كانوا سنة أو شيعة. وأكد لنا مصدرنا أن معتقلا مغربيا طُرح عليه هذا السؤال، وقد حاول التهرب من الإجابة، لكنهم شرعوا في الضغط عليه حتى أخبرهم بأنه سُني، وهذا الاعتراف له تبعات خطيرة. حاليا صار المصدر الوحيد لمعلوماتنا هو سجين عربي سابق بالعراق يدير الآن منظمة غير حكومية، أكد لنا أن التصرفات ذات الطابع الطائفي من طرف السجانين العراقيين تضاعفت بشكل مثير للقلق منذ بدء الأحداث الأخيرة. أصدرتم بيانا تطالبون فيه الدولة المغربية بالتحرك لإنقاذ المعتقلين المغاربة في العراق. هل رصدتم أي تحرك رسمي بعد هذا النداء؟ لم يتصل بنا أي أحد من أي جهة رسمية، علما أننا عندما أصدرنا البيان كنا قد توصلنا بمعلومات خطيرة تفيد اقتحام ميليشيات مسلحة مجموعة من السجون أمام أنظار السلطات العراقية، وتقوم بتنفيذ الإعدامات بالشكل الذي تريد ضد معتقلين عراقيين وعرب، مما يعني أننا في حاجة إلى تدخل رسمي فوري لحماية المعتقلين المغاربة من مثل عمليات التقتيل العشوائية هذه. ونحن نطالب رئيس الحكومة باستدعاء السفير العراقي بالرباط لمده بالمعلومات الدقيقة والموثقة حول وضعية المعتقلين المغاربة، وبأن يأخذ منه ضمانات على عدم مسهم بأي أذى، وعلى الحكومة المغربية أن تتحمل مسؤولية مواطنيها في السجون العراقية، فلا أحد يضمن في الوقت الراهن ما يمكن أن يحدث. وما هي الخطوات العملية التي تعتزمون القيام بها لتحريك ملف معتقلي العراق في ظل الظروف الراهنة؟ بدأنا خطواتنا العملية بإصدار بيان يدعو الحكومة المغربية إلى التحرك لحماية المعتقلين المغاربة في العراق، ونحن مستعدون لتنظيم وقفة احتجاجية، كخطوة موالية، من أجل إيصال نداء الاستغاثة لكل المغاربة، وتحميل الحكومة مسؤوليتها. كما نعد لندوة صحفية اخترنا أن تحتضنها مدينة طنجة، لكونها تضم أكبر عدد من المعتقلين في العراق. وهي الندوة التي سنطلع من خلالها الرأي العام على آخر التفاصيل والمعطيات حول وضعية المعتقلين، لكننا نعاني كثيرا من أجل تنظيم مثل هذه الندوات، حيث نمنع من الاستفادة من القاعات، ونحن، من منبركم هذا، نطالب السلطات في طنجة بتيسير إجراءات حصولنا على قاعة مناسبة، لأننا، أولا وأخيرا، ندافع عن مواطنين مغاربة مجهولي المصير. عبد العزيز البقالي* * المنسق العام لتنسيقية عائلات المعتقلين والمفقودين المغاربة في العراق