يتنافس عدد من مغاربة إيطاليا حول تأسيس مراكز إسلامية ومساجد ليصبحوا أئمة بها، ليس بهدف نشر الإسلام وتمكين المسلمين من تأدية شعائرهم الدينية، بل للحصول على أموال وامتيازات من مداخيلها وبأقل تكلفة ومشقة. فغالبية المراكز الإسلامية بإيطاليا تتلقى مساعدات مالية من مؤسسات رسمية وغير رسمية بالعالم الإسلامي، إضافة إلى تبرعات ومساهمات أبناء الجالية المقيمة بالبلدية أو المدينة التي يوجد بها المركز. هذا الوضع مكن عددا من رؤساء المراكز الإسلامية من جمع أموال مهمة والتصرف فيها بكل حرية، وجعل عددا من أبناء الجالية يتنافسون فيما بينهم للحصول على وظيفة الإمامة وعلى أجر شهري يفوق في بعض الأحيان 1300 يورو. فكل من يصبح إماما يمكنه أن يستفيد من أموال المسلمين وأن يحصل منهم على كل شيء بالمجان تقريبا وعلى خدمات ومساعدات مهمة: سكن مناسب، اقتناء أغراض ومواد غذائية من جميع المحلات والمجازر الإسلامية القريبة من المسجد بأقل الأسعار أو بالمجان في بعض الأحيان. في مدينة صغيرة بشمال إيطاليا مثلا يعيش إمام مغربي بأجر شهري يحصل عليه من المركز الإسلامي الذي يعمل فيه، إضافة إلى مساعدات يتلقاها من حين لآخر من طرف أبناء الجالية هناك، هذا الأمر مكنه من الحصول على شقة بأجر شهري منخفض جدا ورغم ذلك جلب إليها مغاربة آخرين لمساعدته على تغطية مصاريفها، وعلى تأدية مصاريف شقة أخرى اشتراها في المغرب. وببلديات ومدن أخرى، ودائما بشمال إيطاليا، يستغل عدد من أبناء الجالية المغربية والإسلامية بصفة عامة الشأن الديني ليؤسسوا جمعيات أو ينضموا إلى منظمات إسلامية ليعيشوا في إيطاليا بدون عمل، واضعين علامات استفهام حول مصدر رزقهم والجهات التي تمولهم. وبالمقابل يشن الأمن الإيطالي بين الفينة والأخرى عمليات دهم وتفتيش في صفوف مغاربة كان آخرهم الذين تواجدوا ضمن ال26 الذين تعرضوا للتحقيق هذا الأسبوع في قضية مرتبطة بالإرهاب. وقال مصدر أمني ل«المساء»: «كل من فتشت منازلهم وحقق معهم وتحرت عنهم مصالح الأمن، متهمون بتقديم مساعدات والتعاون مع تنظيمات إرهابية دولية ذات توجه إسلامي، وعملهم يتمثل في إدخال مهاجرين بشكل غير شرعي إلى إيطاليا وتقديم الدعم إلى جماعات إرهابية بالجزائر والمغرب العربي»..