- عدد من الأصوات المغربية بإيطاليا تعتبركم يدا من أيادي حزب «العدالة والتنمية» بإيطاليا، فهل هذا الأمر صحيح؟ < هذا كله كلام واتهامات لا أساس لها من الصحة أطلقت من طرف جهات نعرفها، للتشكيك في عملنا واعتباره عملا سياسيا. فنحن اتحاد يعمل بشكل مستقل لتلميع صورة الإسلام ومنحها وجها حضاريا ولخدمة الجالية المغربية والإسلامية بإيطاليا، لكن هذا لا يعني أننا نرفض أن ندخل في شراكة مع جميع الأطرف شرط ألا تتدخل في استقلاليتنا وعملنا. - لكن القاعدة تقول إن من يموِّل، يكون له الحق في التسيير. فما هو تعليقك على تسلم اتحادك مساعدات مالية من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية ؟ < تسلمنا أموالا حتى من طرف إدارة جهة البييمونتي وبلدية وإقليمية تورينو، وذلك في إطار شراكة بين جميع هذه المؤسسات لتحقيق هدف واحد هو خلق الاندماج بمدينة تورينو بين الجالية الإسلامية والإيطاليين، ومحاربة كل أشكال التطرف الإسلامي وكل المظاهر غير الحضارية التي تخدش صورة هذا الدين. المساعدات المالية التي نتسلمها سيستفيد منها حتى مشروع بناء أكبر مسجد بمدينة تورينو الذي يهدف من خلاله إلى توحيد صف الجالية الإسلامية بتورينو المصابة بالشتات والتفرقة. - ماذا فعلتم بالأموال التي تسلمتموها في السابق من وزارة الأوقاف؟ < صرفت على مبادرات ومشاريع، الهدف منها لم شمل أبناء الجالية وتأسيس إسلام معتدل وحضاري بإيطاليا، لهذا الغرض نظمنا مؤتمرات وندوات وأياماً دراسية وتكوينية، للتعريف بحقيقة الإسلام ولتكوين الأئمة تكوينا إسلاميا مغربيا صحيحا حتى لا يدخلوا في خلاف مع المجتمع الإيطالي ومؤسساته وحتى لا يكونوا عرضة لبعض للإيديولجيات المشرقية المتطرفة والجامدة المعارضة للإسلام المغربي المتسامح. فنحن نؤمن بأن تنظيم صفوفنا كمغاربة داخل المجتمع الإيطالي هو الطريق الصحيح لإدماج الإسلام المغربي داخل المجتمع الإيطالي ولطرد كل الأفكار المتطرفة الدخيلة على الإسلام وعلى الثقافة المغربية. - لكن مغاربة تورينو يؤكدون أنهم لم يستفيدوا من الأموال التي حصلتم عليها، لا في إطار المساعدات الاجتماعية ولا في إطار الشأن الثقافي؟ < عملنا لا علاقة له بالشأن الاجتماعي أو الثقافي بقدر ما هو عمل مرتبط بإصلاح الشأن الديني بتصور مغربي ووضع صورة الإسلام والجالية في إطارها الصحيح، فأهدافنا مرتبطة كما قلت بتوحيد صف المراكز الإسلامية المغربية بإيطاليا التي تمثل 80 في المائة من مجموع المراكز. الخطير في الأمر أن هذه الأخيرة أسسها أبناء الجالية وهم من يمولها، لكن من يسيرها هم المشارقة، لهذا فعملنا سينصب على تمكين الجالية من التحكم في مراكزها وتوحيد صفها للوقوف سدا منيعا أمام جميع الثقافات الدخيلة على الثقافة الإسلامية المالكية للمغرب وللمغاربة الذين يعتبرون الجالية الإسلامية الأولى بإيطاليا. نحن نريد إسلاما منفتحا لا متطرفا، ونعمل على إزالة كل تلك الشوائب التي تشوه صورته مثل المراكز والمساجد الإسلامية العشوائية وغير المرخص لها والأئمة الذين لا أهلية لهم ممن يتخذهم اليمين الإيطالي ذريعة لمحاربة الإسلام. - ما هو تعليقك على تدخل القنصليات والسفارة المغربية بإيطاليا في الشأن الديني؟ < نحن نعمل في إطار شراكة مستقلة مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية، وهي الجهة الوحيدة المغربية التي نرغب في التعامل معها، ونرى أنه من الخطأ أن يتدخل كل من هب ودب في هذا الشأن بإيطاليا، ليصبح القناصلة والسفراء المغاربة ومعهم حتى وزارة الداخلية ومؤسسات مغربية أخرى يملون آراءهم في هذا الأمر. وأعتقد أن تدخل هذه الجهات يخلق نوعا من الشقاق والخلافات بين الجمعيات الإسلامية المغربية المتواجدة بإيطاليا. - ما هو مستوى تمثيليتكم للإسلام بإيطاليا؟ < لدينا أكثر من ستين مركزا إسلاميا بإيطاليا بجهات البييمونتي، لومبارديا، الفينيتو وإيمليا رومانيا وكلها جهات تعرف تواجدا مكثفا لأبناء الجالية. ونحن سنسعى مستقبلا إلى تأسيس مسجد أو مركز إسلامي كبير بكل المدن الكبرى الإيطالية والهدف من ذلك توحيد صفوف الإسلام المغربي بإيطاليا وحمايته من المخاطر المتربصة به.