بعد علمهم بخبر تعيين أعضاء جدد بمجلس الجالية، شد عدد من رؤساء الجمعيات المغربية بإيطاليا الرحال إلى المغرب وإلى مدينة الرباط بشكل خاص، أملا في الحصول على مقعد ضمن المقعدين الجديدين اللذين خصصا لإيطاليا. ترقب كبير وقلق بالنسبة للبعض وتحرك غير مفهوم للبعض الآخر في جو من الصراع والسرية وتغييب الحقائق عن مغاربة إيطاليا. في الأسبوع الماضي وفي الوقت الذي توجه فيه الراغبون في مقعد بمجلس المهاجرين إلى المغرب، كثف عدد من مغاربة إيطاليا من رؤساء الجمعيات ومهتمين بقضايا الجالية من الاتصالات فيما بينهم لمعرفة ماذا يجري بالضبط، فمنهم من اتجه إلى إحدى قنصليات المملكة للاستفسار عن الموضوع، ومنهم من اتصل ب«المساء» للتأكد من الخبر، ليضطر البعض الآخر وأمام قلة المعلومات والأخبار الصحيحة إلى تناسي الموضوع وكأن الأمر لا يعنيه. فالأخبار التي توصلت بها المساء تفيد بأن هناك عدد من الجمعيات المغربية بإيطاليا وبغية تحقيق رؤسائها هدف الحصول على مقعد بمجلس الجالية ومجالس أخرى أسسها المغرب لخدمة مصالح مغاربة الخارج، قاموا بمبادرات متعددة لبلوغ هذا الهدف، فهناك من خلق اتحادات جمعوية ونصب نفسه مشرفا وممثلا للجالية وهناك من أسس جريدة لمدحه والتعريف بأعماله، وآخرون أسسوا لجنا ومنتديات، في حين أن البعض الآخر وجدوا في ربط علاقات مع مسؤولين بالمغرب أحسن طريقة لتحقيق المطلوب والظفر بمقعد يمنحه بعضا من السلطة والمكانة. هذا الصراع والتنافس غير المقنن تولد عنه بطبيعة الحال عدد من الانشقاقات التي أدت إلى تفريخ جمعيات أخرى لا حصر ولا دور لها تتكون في بعض الأحيان من الرئيس وزوجته وبعض من أفراد أسرته، لتحطم الجالية المغربية بإيطاليا رقما قياسيا في تأسيس الجمعيات مقارنة بمثيلاتها بالدول الأوربية الأخرى. فالعدد حسب مصادر تابعة للقنصليات المغربية بإيطاليا وحسب كذلك مؤسسات اجتماعية إيطالية وصل إلى أكثر من 600 جمعية أغلبها بالشمال الإيطالي، وبجهات: البييمونتي، إيمليا رومانيا، الفينيتو، توسكانا. لتبقى جهة لومبارديا على رأس القائمة بأكثر من مائة وخمسين جمعية. مصادر أخرى غير رسمية أكدت أن الرقم يفوق بكثير ما صرحت به السلطات المذكورة، موضحة أن هناك جمعيات غير معروفة تعمل في الإطار الديني من أجل تأسيس مراكز إسلامية متعددة، خصوصا بالمدن الإيطالية الكبرى. لكن هذا الزخم الهائل من الجمعيات المغربية بإيطاليا والانشقاقات المترتبة عنه لم يمنع من ظهور اتحادات متعددة وعلى رأسها الاتحاد الديمقراطي للجمعيات المغربية بإيطاليا بجهة إيمليا رومانيا وكنفدرالية مغاربة إيطاليا بجهة لازيو واتحاد جمعيات شمال إيطاليا بجهة لومبارديا ورابطة الجمعيات المغربية وغيرها، التي أذكتها الخلافات هي الأخرى وبعد تأسيسها بوقت وجيز لتعرف انشقاقات بسبب المصالح المتباينة للأطراف المؤسسين لها. ومهما يكن فرغم مرور أكثر من عقدين من هجرة المغاربة إلى إيطاليا وتواجد أعداد كبيرة من الجمعيات التي أسسوها تبقى هذه الجالية تعيش في محنة كبيرة وتتخبط في مشاكل لا حدود لها، والسبب حسب عدد من المهتمين بهذا الشأن هو غياب جمعيات لها القدرة على جرد مشاكل مغاربة إيطاليا وعلى تقديم مشاريع في المستوى إلى السلطات الإيطالية والمغربية، إضافة إلى إذكاء السلطات الدبلوماسية والقنصلية المغربية بإيطاليا للصراعات بين رؤساء بعض الجمعيات.