خلال استجوابه في الجلسة الشهرية بمجلس المستشارين، نصب رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران نفسه محاميا عن علي الفاسي الفهري، المدير العام للمكتب الوطني للماء والكهرباء، وحاول بشراسة منقطعة النظير تبرئة ساحته من الاختلالات المالية التي يعرفها المكتب والتي دفعت الحكومة إلى الزيادة في تسعيرتي الماء والكهرباء من أجل إنقاذه من الإفلاس. ومرة أخرى، وجه بنكيران مدافعه نحو الصحافة التي تقوم فقط بدورها في تقصي الحقائق، وخاصة جريدة «المساء» التي فجرت «فضيحتي»: «البريمات» والحفل الباذخ؛ معتبرا أن ما يقع في المكتب الوطني للماء والكهرباء هو أمر عادي، وأن «البريمات» التي حصل عليها مدراء المكتب معمول بها بشكل سنوي، وأن الحفل الذي أنفقت عليه الملايين تكفلت به مؤسسة الأعمال الاجتماعية التابعة للمكتب ولا علاقة للفاسي الفهري به. لقد كنا نأمل أن يبادر بنكيران إلى فتح تحقيق موسع في الاختلالات المالية التي عاشها ويعيشها المكتب الوطني للماء والكهرباء، ولكن الرجل يفضل دائما الحلول السهلة، فعندما تقترب مؤسسة عمومية من الإفلاس يلجأ إلى جيوب المواطنين من أجل إنقاذها، وعندما تفجر الصحافة فضيحة جديدة يسارع إلى اتهامها ومحاولة تكميم أفواهها بدل جر المسؤولين عن هذه الفضيحة إلى التحقيق. إن الرسالة التي نبعثها، اليوم، إلى رئيس الحكومة واضحة، وهي أنه لا يمكن الاستمرار في تغطية الشمس بالغربال؛ ولا يمكن، اليوم، أن نبحث عن أعذار لمن يمعنون في إثقال كاهل دماء المغاربة من أجل إنقاذ مكتب الماء والكهرباء من الإفلاس، وفي المقابل ظلوا يتنعمون في «البريمات» والحفلات، والتي، كيفما كانت التبريرات، هي من جيوب دافعي الضرائب.