الدراسات والأبحاث تبين قوة نبات الكركم في التصدي للأمراض السرطانية (2) توقفنا في العدد السابق عند السؤال الآتي: ما هو السر وراء الاهتمام الذي يوليه العلماء لهذه المادة البسيطة الصفراء التي لا تتعدى كونها-حسب البعض- مجرد جذور متيبسة مطحونة؟ وللإجابة عن ذلك نستعرض مجموعة من الدراسات والأبحاث التي تبين قوة الكركم في التصدي للأمراض السرطانية. لنلقي نظرة مقارنة في إحصائيات الإصابة بمجموعة من الأمراض السرطانية بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالهند (أكبر بلد منتج ومستهلك للكركم) للفترة ما بين عامي 1983 و1987، بين كل مائة ألف شخص 67,8 من الرجال في الولاياتالمتحدة يصابون بسرطان البروستاتا مقابل 6,9 من الرجال في الهند، 98,2 من النساء الأمريكيات يصبن بسرطان الثدي مقابل 24,6 من النساء في الهند، 79,5 من الأشخاص يصابون بسرطان القولون في الولاياتالمتحدة مقابل 11,4 مصاب في الهند، 94,2 من الأشخاص يعانون من سرطان الرئة في الولاياتالمتحدة مقارنة ب17 فقط في الهند. * بين التحليل المخبري لقوة الكركمين (المادة الفعالة في الكركم) على الحيوانات، أنه فعال في الوقاية وفي علاج العديد من الأمراض السرطانية، بما في ذلك سرطان المعدة، والأمعاء، والقولون، والجلد والكبد... فهو قادر على كبح نمو العديد من الأورام السرطانية، وذلك بالعمل على إيقاف المراحل الضرورية لحياة الخلية السرطانية، مما يؤدي إلى قتلها. يظهر دور الكركم الكبير في الوقاية من سرطان القولون، كون الكركمين يخفض مستوى أنزيم يدعى السيكلوأوكسيجيناز2، المسؤول عن إنتاج مواد تتسبب في الالتهابات، وهذه الخاصية لها دور جيد على مستوى سرطان القولون، حيث بينت الدراسات أن للالتهابات علاقة كبيرة بسرطان القولون، ولأن الأدوية المضادات الالتهابات لها عدة تأثيرات جانبية، يمكن أخذ الكركم كمضاد التهاب طبيعي له القدرة على الوقاية من سرطان القولون. * وجد أن الكركمين يؤثر على ما يزيد عن الخمسين من العوامل الفيسيولوجية في الجسم من هرمونات وأنزيمات وبروتينات وعوامل جينية ووراثية جميعها مرتبطة بصورة مباشرة أو غير مباشرة بنشوء السرطان. إيمان أنوار التازي أخصائية في التغذية والتحاليل الطبية