تعتبر اضطرابات البروستاتا من أهم الأمراض الجنسية الشائعة حيث يقدر أن نصف الرجال يعانون من أعراضها في وقت ما من حياتهم. وعند الحديث عن أمراض البروستاتا دائما ما يبدأ التوجس والخوف من هذه المشكلة والتفكير بعلاقة الأعراض البولية المصاحبة والألم بأورام البروستاتا. البروستاتا هي عبارة عن غدة بحجم ثمرة الجوز تقع تحت المثانة البولية، وتحيط البروستاتا بمجرى البول مثل الكعكة. تصاب البروستاتا بثلاثة أنواع إجمالاً من الاضطرابات الصحية: التهاب البروستاتا، تضخم الغدة الحميد، والأورام السرطانية. ويمكن القول بأن التهاب البروستاتا(prostatitis) ينافس سرطان البروستاتا وتضخم البروستاتا الحميد (BPH) ، فيما يتعلق بنسب الحدوث والانتشار وعدد الاستشارات الطبية، وتقدر نسبة حدوثه في الولاياتالمتحدة ب 5 إلى %8. التهاب البروستاتا أول الأمراض التي تصيب البروستاتا هو التهاب البروستاتا. وهذا المرض ينقسم إلى أربعة أقسام من حيث حدة الإصابة والمسبب وهي إجمالا تختلف عن تضخم البروستاتا الذي يصيب المسنين، حيث إن التهابات البروستاتا تصيب الذكور في أي مرحلة من مراحل العمر بعد البلوغ. تمثل متلازمات التهاب البروستاتا مجموعة مرضية مشتركة وجمعت سوية في تصنيف واحد، لأن لها جميعا أعراضا وعلامات سريرية مرتبطة تتماثل فيما بينها. في السابق، صنفت هذه الالتهابات إلى أربع فئات سريرية: الالتهاب البكتيري الحاد، الالتهاب البكتيري المزمن، الالتهاب اللابكتيري المزمن، وأخيرا ألم البروستاتا المزمن. وهذا الأخير ربط مؤخرا مع متلازمة آلام الحوض المزمن. ويمكن الاستدلال على أي نوع منها بأخذ التاريخ المرضي والفحص السريري مع عمل بعض التحاليل اللازمة والتي تفرق بين نوع وآخر. ويعتبر التهاب البروستاتا المزمن اللابكتيري أكثر هذه الأنواع شيوعا وتبرز أعراضه في آلام الحوض التي قد تكون على شاكلة ألم في الخصيتين، ألم في العضو الذكري قد يؤدي إلى مشاكل في الانتصاب، ألم في منطقة العجان بين أسفل الخصيتين وفتحة الشرج، آلام أسفل الظهر أو أعلى المثانة. كما قد يصاحبه حرقان في التبول أو حرقان أثناء أو بعد القذف كما قد يصاحبه حدوث قذف دموي، كذلك يعاني كثير من المصابين من ضعف في التبول وعدم الراحة عند الجلوس لفترات طويلة على الأسطح غير اللينة. الأسباب - ما هي الأسباب وراء التهاب البروستاتا المزمن اللابكتيري..؟ مسببات التهاب البروستاتا غير معروفة في 90 % من الحالات، والنسبة الباقية يكون سببها إصابة بكتيرية سابقة. ومن الأسباب التي يعتقد أنها تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض: الإسراف في استعمال العادة السرية. عدم تنظيم المعاشرة الجنسية، إذ لا بد من الاعتدال في ذلك دون الإفراط أو التفريط. الكبت الجنسي والتهيج المستمر، خاصة بواسطة الصور والأفلام الجنسية. في بعض حالات العزل (وهو الإنزال خارج المهبل). المشروبات الكحولية. الإسراف في شرب القهوة والشاي والإكثار من التوابل والحار. كما تنسب أعراض البروستاتا إلى التوتر والقلق والحالة الاجتماعية. - طرق تشخيصية مختلفة لالتهاب البروستاتا : تشخيص التهاب البروستاتا البكتيري الحاد يتم بشكل مباشر وبسهولة في المختبر. ولكن من الناحية الأخرى، فإن التشخيص المختبري لالتهاب البروستاتا المزمن وألم البروستاتا (الاحتقان) يمثل تحديا خاصا ويعتمد بشكل عام على التاريخ المرضي والفحص السريري. طرق العلاج: علاج التهابات البروستاتا بجميع أنواعها تم إفراد العديد من الأبحاث والدراسات الطبية لها، ومازال المجال خصبا للمزيد من العلاجات المستقبلية التي تنبع أهميتها من عدم توفر دواء فعال ينهي المشكلة. ويمكن تلخيص العلاجات الحالية كالتالي: 1 العلاج الدوائي: تشكل المضادات الحيوية الركن الأساسي في العلاج على الرغم من أن نتائج الزراعة تكون غالبا سلبية. السبب في هذا الاستخدام غير الموثق للمضادات الحيوية عائد إلى أن العديد من المرضى يستفيدون من ذلك. وتوجد خيارات أخرى مثل محصرات ألفا alpha- blockers والعلاج الهرموني مثل Finasteride والتي تستخدم لعلاج تضخم البروستاتا الحميد، فبالرغم من أن آلية تأثيرها ما زالت غير واضحة، إلا أنها قد أفادت في تحسين حالات بعض المرضى. كما قد تستخدم أدوية مضادات الالتهاب والتي أوضحت العديد من الدراسات الحالية أهميتها في السيطرة على المرض. 2 العلاج العشبي: ومن أهم ما يذكر هنا هو السيرنيلتون (Cernilton) والذي بينت الدراسات التجريبية له فعالية مطلقة في الحد من التهاب البروستاتا، كما جاء في دراسة الدكتور ويدنر وزملائه بعد علاج استمر 12 أسبوعا. 3 تدليك البروستاتا المتكرر: كان يعتبر العلاج التقليدي وتم وقفه بعد عام 1968، إلا انه أصبح يستخدم ثانية، والسبب في ذلك جزئي بسبب عجز العلاج الطبي التقليدي على تحسين أعراض أكثر المرضى، ولكن أيضا بسبب الاعتقاد بأن تلك العدوى الجرثومية المزمنة توجد في غدة البروستاتا في قنوات مسدودة على هيئة خراجات صغيرة جدا. إن الجمع بين تدليك البروستاتا والمضادات الحيوية للمعالجة في الحالات المقاومة والصعبة ربما يساعد، ولكن فعاليته النهائية لم تثبت بواسطة الدراسات الطبية. 4 العلاج الحراري باستخدام موجات الميكرويف والعلاج بالإبر الصينية، وأخيرا العلاج بالموجات التصادمية في منطقة العجان أفاد، أيضا، في تحسين حالات بعض المرضى. كما يجب ملاحظة ما يأتي عند العلاج: - عدم تعاطي المشروبات الكحولية. - تنظيم أوقات المعاشرة الجنسية وعدم الإسراف فيها (لأن من يرهق نفسه جنسياً مبكراً يشيخ جنسياً مبكراً). - معالجة الإمساك إن وجد. - الابتعاد عن التوابل والحار. - الإقلاع عن العادة السرية.