ألقت مصالح الدرك الملكي بالأخصاص القبض على ثلاثة أشخاص متورطين في جريمة قتل بشعة بجماعة آيت الرخاء بإقليم سيدي إفني، وذلك بعد أيام من اختفاء الضحية وبقاء حماره بمركز السوق الأسبوعي واقفا في مكانه، ينتظر عودة صاحبه. وحسب الإفادات التي استقتها «المساء» من مصادر متعددة، فإن الكشف عن خيوط الجريمة، بدأ ساعات بعد اختفاء الضحية عن الأنظار، حيث غادر دوار «إدوبها» متوجها كعادته إلى السوق الأسبوعي «اثنين آيت الرخاء» بغرض التسوق، دون أن يدري أن عصابة مكونة من ثلاثة أشخاص تترصد حركاته وسكناته دون إثارة انتباهه، وذلك على الرغم من كونه كان معروفا بين أهل المنطقة بالفقر، وبعدم امتلاكه لأموال أو أشياء قد تكون سببا في إغراء البعض بارتكاب جريمة بهذه البشاعة. وأضافت المصادر أن آثار الدخان المنبعث من بئر عميقة ومهجورة بالمنطقة أثار جملة من التساؤلات والشكوك لدى سكان المنطقة، فأخبر بعضهم سرية الدرك الملكي بالأخصاص، بغية التحقق من وجود جثة الضحية، لكن رفض أحد مسؤولي السرية إصدار أوامر بالنزول إلى قعر البئر والتأكد من خلوها من أي جثة، بل وتوجيهه أوامر بإغلاقها اعتبارا لكونها من الآبار المهجورة بالمنطقة، أثار حفيظة السكان، الذين توافدوا إلى عين المكان، واعتصموا بمحيط البئر المشبوهة، كما عمد بعضهم إلى عكس الأشعة بواسطة مرآة للتأكد من وجود جسم غريب يوجد بقعر البئر، وهو ما تأكد بعد نزول رجال الوقاية المدنية، واكتشافهم جثة شخص ثمانيني، محترقة ومنزوعة اليد. ومن غريب أطوار هذه الجريمة، أن أحد المتورطين في عملية القتل، كان موجودا بالقرب من البئر، متتبعا لجميع أطوار عملية استخراج الجثة، كما أبدى استعداده في لحظة من اللحظات لتقديم يد المساعدة في إغلاق البئر، ليكتشف فيما بعد أنه واحد من المتورطين في جريمة قتل بشعة رفقه اثنين من زملائه. وقد تم تمثيل الجريمة بحضور عدد من أهالي المنطقة وأفراد من عائلة الضحية وجيرانه ومعارفه، كما اعترف الجناة بتورطهم في القتل العمد، ومحاولة إخفاء معالم الجريمة عبر رمي الضحية في بئر مهجورة، ومحاولة إحراقه بسكب البنزين عليه، لكن قلة «الأكسجين» بقعر البئر حالت دون الاحتراق الكامل للجثة وإخفاء معالم الجريمة، الأمر الذي قاد إلى اعتقالهم في ظرف وجيز. وتأتي هذه الجريمة، بعد أقل من أسبوعين على وقوع جريمة مماثلة بمنطقة تافراوت التابعة لإقليم تيزنيت، راح ضحيتها «م. أ» شيخ متقاعد في السابعة والسبعين من العمر بمنطقة تافراوت، حيث ألقي القبض على ستة أشخاص، بينهم اثنان متورطان بشكل مباشر في الجريمة، فيما شاركهم الآخرون بالصمت وشراء المسروق أو محاولة إخفائه، بعد قتل الضحية بمنزله الكائن بدوار «تونين» بدائرة تافراوت، حيث تلقى ضربة قوية ومفاجئة على مستوى مؤخرة الرأس أسقطته أرضا مغشيا عليه، ليعمدوا بعدها إلى قطع أنفاسه ومواصلة ضربه بمختلف أنحاء الجسم، إلى أن فارق الحياة بعين المكان، وهو ما اضطرهم إلى التفكير في سبيل للتخلص من الجثة برميها في بئر عميقة بالمنطقة. كما تأتي بعد حوالي شهر على وقوع جريمة أخرى بشعة بحي «تفرضين» الكائن بمركز بلدية الأخصاص بإقليم سيدي إفني، راحت ضحيتها سيدة معروفة بالمنطقة باشتغالها في مجال الدعارة، حيث اكتشِفت جثة هامدة بمنزلها وعلى جسدها آثار الضرب المبرح بواسطة آلة حادة، خاصة على مستوى الرأس واليدين.