لقد حصل ما كان متوقعا.. عبد الله البقالي يعقب يونس مجاهد في موقع رئاسة النقابة الوطنية للصحافة المغربية، بقرار حزبي توافقي لا علاقة له بإرادة الصحافيين، ثم توج الانتخاب بالتصفيق لتأكيد أن النقابة بخير، وأن الحديث عن غضب الصحافيين مجرد إشاعة مغرضة من زملاء «مغرضين» و»لامهنيين». ما الذي حققه الرئيس وكاتبه العام، خلال تسييرهما للنقابة طيلة أزيد من عقد من الزمن؟ على المستوى النقابي، التضامني، رأينا، لأول مرة في تاريخ نقابات الصحافيين وبشكل مثير للدهشة، كيف أن النقابة الوطنية للصحافة المغربية أصبحت تصدر بيانات هي أقرب إلى الإدانة منها إلى المؤازرة والتضامن في حق زملاء اجتازوا محنا حقيقية، تتجلى في التضييق على منابرهم واستهداف حريتهم؛ أما على المستوى الاجتماعي، ففي الوقت الذي نجد فيه كل الهيئات المهنية تبدع في توفير العديد من المكتسبات الاجتماعية لمنخرطيها.. تتخلف نقابة الصحافيين لسنوات عن مجرد إطلاق جمعية للأعمال الاجتماعية؛ وعندما تفعلها، تبقى حكرا على «الفرقة الناجية» ولا يستفيد منها أغلبية الصحافيين، بل إن العديد من الأعضاء في جمعها الأخير قاموا بفضح ما سمي بالتقرير المالي واعتبروه مهزلة يجب أن يحاكم أصحابها. وإذا كانت كل الأجسام المهنية تدافع عن منتسبيها، فإن نقابة الصحافة لم تستطع الدفع في اتجاه إنشاء صندوق للتقاعد خاص بالصحافيين، وهناك من الصحافيين من انتهى به المآل دون تقاعد ويعاني من الفقر بعد شيخوخته في الصحافة؛ كما أن الصحافيين لا يتوفرون على تعاضدية خاصة بهم تقوم بتوفير التغطية الصحية لهم عند المرض. هنا يبقى السؤال المركزي مطروحا: لأي شيء تصلح نقابة الصحافيين عدا كونها وكالة أسفار للرئيس وحوارييه؟!