قررت جامعة كرة القدم، «وضع» حد للعشب الاصطناعي في ملاعب البطولة «الاحترافية» لكرة القدم، إذ ينتظر أن توقع الجامعة يوم غد الأربعاء اتفاقية مع وزارة المالية والتجهيز والشباب والرياضة والداخلية، لتكسية العديد من ملاعب فرق البطولة «الاحترافية» بالعشب الطبيعي، وكذا تكسية ملاعب فرق الهواة بعشب اصطناعي، فضلا عن بناء أربع مراكز جهوية لتكوين اللاعبين. لقد ظل العشب الاصطناعي يثير الكثير من الجدل، وقد تصاعدت الكثير من الأصوات سواء للاعبين أو لمدربين تحذر من خطورته، خصوصا أنه ظل بلا تجديد أو صيانة، وأصبح يشكل خطرا على اللاعبين، الذين أصبحوا أكثر عرضة للإصابة، كما هو حال لاعبي فريق النادي القنيطري. وإذا كان العشب الاصطناعي أعفى الكرة المغربية في مرحلة أولى من الحفر والبقع فوق أرضية الملاعب لمباريات منقولة تلفزيونيا، إلا أنه في مرحلة لاحقة أصبح يشكل عائقا بالنسبة للمدربين واللاعبين، والاحتراف يقتضي التطلع إلى الأمام، والاستفادة من الدروس وليس العودة إلى الخلف. أكثر من ذلك فإن ممثلا للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) سبق أن كشف في تقرير أعده بخصوص الملاعب المغربية أن الشركات المخول لها إبلاغ الاتحاد الدولي بوضعية الملاعب المغربية لم تقم بعملها كما يجب، كما سجل أن العديد من الملاعب المغربية المكسوة بالعشب الاصطناعي لا تتوفر بها أدنى الشروط الصحية، وأنه في حالة عدم توفر هذه الملاعب على المعايير المطلوبة فإنه يجب إغلاقها فورا. وإذا أضفنا لكل ذلك، أن ملاعب أخرى مكسوة بعشب طبيعي توجد في حالة يرثى لها، كما هو حال ملعب المسيرة بأسفي الذي تحول إلى «مرعى»، وتشكل بدورها عائقا أمام ممارسة كروية سليمة، فإنه يمكن القول إن ما قامت به جامعة فوزي لقجع هو عين العقل، فأول خطوات الاحتراف الحقيقي هو توفير منشآت تتوفر على الحد الأدنى من المعايير المتعارف عليها عالميا، ولا تشكل خطرا على صحة اللاعبين وعلى مستقبلهم، سواء وهم يمارسون أو عندما ينهون نشاطهم الرياضي، وتسمح أيضا بتكافؤ الفرص بين المتنافسين في البطولة. في هذه النقطة تستحق جامعة فوزي لقجع الإشادة، فإذا تم تنفيذ هذا المشروع فإنه سيكون من بين أبرز حسناتها طيلة المدة التي ستقضيها في تسيير الكرة المغربية، بل إنها ستضع بذلك قواعد الاحتراف على أسس سليمة.