بدأ الخميس 29 ماي أكثر الأشخاص نفوذا في العالم مؤتمرهم السري السنوي للتباحث بشأن قضايا الساعة، أو التوجهات الكبرى على حد تعبيرهم، وأهم التحديات العالمية، والتحولات الإقليمية. المؤتمر الذي تضرب حوله إجراءات أمنية جد مشددة وتحيط به سرية وتكتم شديدان، يثير الكثير من التساؤلات خصوصا في صفوف المؤمنين بنظريات المؤامرة. فما الذي يدفع أقوى أقوياء العالم إلى إخفاء الأمور التي يتداولون بشأنها؟ وما هي أجندة هذا المؤتمر السري الذي يحيي هذه السنة ذكراه ال 62؟ قد تصيب الأشخاص الذين يؤمنون بنظريات المؤامرة حالة من الضحك الشديد إذا علموا أن ندوة تحمل عنوان «هل توجد أي خصوصية؟» ستكون ضمن جدول أعمال مؤتمر بلدربيرغ لهذه السنة، المؤتمر السري المثير للجدل الذي يلتئم خلاله الأشخاص النافذون في القطاع البنكي، وفي السياسة، والمال والأعمال. وقد تصيب الصدمة كذلك عددا من الأشخاص حينما يكتشفون أن أحد المشاركين في المؤتمر، الذي يجري داخل فندق «ماريوت» بكوبنهاغن (الدانمارك)، ذي الخمس نجوم والمحاط بإجراءات أمنية جد مشددة، هو المدير السابق لوكالة الأمن القومي الأمريكي، كيت ألكسندر، الذي فضح مخططاته في التجسس على مواطني العالم، موظف الوكالة سابقا، إدوارد سنودن. وحتى نكون منصفين لمؤتمر بلدربيرغ، فقد اختار المنظمون لأول مرة اللالتزام بقدر من الشفافية بعدما نشروا لائحة بأسماء رؤساء الوزراء، ومدراء كبريات الشركات، ورؤساء الجيوش، والمواضيع التي سيتم الخوض فيها. يحضر المؤتمر هذه السنة كذلك الأمريكي هنري كيسينجر، الذي بلغ يوم الثلاثاء المنصرم سن ال 91، وحطم يوم الأربعاء توقيته الخاص في القفز على الحواجز في مسافة 400 متر، وقام الخميس بفتح قناني «الشامبانيا» مع كل من الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، وملكة إسبانيا، لإحياء مرور 60 سنة على تنظيم أول مؤتمر بلدربيرغ. واختار المنظمون الخميس ليكون يوم افتتاح المؤتمر المؤثر الذي يدوم ثلاثة أيام، تزامنا مع الذكرى الستين لأول مؤتمر لمجموعة بلدربيرغ، الذي أجري لأول مرة بهولندا في 29 ماي 1954. ويشارك في مؤتمر هذه السنة وزير الاقتصاد البريطاني جورج أوزبورن، والقيادي في حزب العمال إدوارد بالز، اللذان تم اختيارهما بعناية شديدة ضمن مجموعة من الوجوه السياسية البريطانية لزيارة كوبنهاغن للتباحث مع نخب العالم خلف الأبواب المغلقة. ومن بين كبار المستثمرين في القطاع الصناعي بالعالم الذين تلقوا الدعوة هناك مدراء كل من مجموعة «شيل»، و»بريتيش بتروليوم»، و»إيرباص»، و»إتش إس بي سي (HSBC)»، و»ساب (Saab)»، و»أكسا»، و»غوغل»، و»لينكد إن». وسيجلس هؤلاء على نفس الطاولة مع أهم صناع القرار في العالم، كمديرة صندوق النقد الدولي، كريستين لاغارد، وكبار المسؤولين في البنك المركزي الأوربي. كما سيشارك في هذا المؤتمر جون ساورس، رئيس جهاز المخابرات البريطاني «إم أي 6»، الذي سيحتفظ بدون أدنى شك بنظرته الأمنية بخصوص النقاشات التي ستجري خلال المؤتمر. ومن بين المواضيع المطروحة في أجندة المؤتمر «مستقبل الديمقراطية وفخ الطبقة الوسطى»، و«الهندسة الجديدة للشرق الأوسط»، والأزمة الجيو سياسية الكبرى في الوقت الراهن: «أوكرانيا». غير أن الطابع السري لمؤتمر بلدربيرغ تسبب في ظهور العديد من الشكوك حول كون اللقاء يتم استغلاله من أجل رسم ملامح السياسة الدولية على أنقاض الآمال بتحقيق الديمقراطية. ويقال إن فكرة العملة الموحدة بالاتحاد الأوربي «الأورو» رأت النور لأول مرة داخل أحد اجتماعات المؤتمر في التسعينيات من القرن الماضي. من جانبه طرح بول فلين، النائب عن حزب العمال البريطاني، مجموعة من الأسئلة داخل البرلمان البريطاني حول مؤتمر بلدربيرغ، الذي تم السنة الماضية داخل فندق من خمس نجوم قريب من بلدة «واتفورد» القريبة من العاصمة لندن. وقال في تصريح لصحيفة «الإندبندنت»: «لا أعتبر مؤتمر بلدربيرغ تهديدا كبيرا لكننا نود أن نبقى على إطلاع بخصوص الأشياء التي تجري داخله. فالتكتم والسرية يدعوان للشك والحذر.» ورغم الجهود حديثة العهد التي يبذلها منظمو المؤتمر لإضفاء بعض الشفافية عليه، إلا أن الملتقى مازال يتعامل بحساسية شديدة مع أي تسريب محتمل لما يجري خلف الأبواب المغلقة. وليلة الثلاثاء، تم إيقاف ثلاثة صحفيين، يطلقون على أنفسهم «محاربون لأجل الأخبار»، من قبل الأمن الدنماركي بعدما حاولوا التمويه على وجودهم داخل فندق «ماريوت»، واستجواب بعض الأشخاص الموجودين بالفندق. ومن سوء حظ هنا بورنو، صحفية بريطانية مستقلة كانت تنزل بالفندق، أنه تم الانتباه لتبادلها الحديث مع أحد هؤلاء الصحفيين في وقت سابق خلال نفس اليوم، وهو ما عجل برحيلها عن الفندق. وعن هذا الأمر قالت: «بينما كنت أستعد أنا وزوجي للنوم فاجأنا شخص يعمل بالفندق وشخص من عناصر الأمن. قالوا لنا إنه تمت رؤيتنا بصدد التحدث مع بعض الأشخاص الذين طلب منهم الرحيل عن الفندق، ومن أجل سلامة باقي العاملين بالفندق فقد وجهت لهم الأوامر لكي يطلبوا منا الرحيل كذلك.» التوجهات الكبرى سيمضي الزعماء السياسيون فترة الثلاثة أيام في المشاركة في اللقاءات التي ستجرى مع رؤساء جهاز المخابرات البريطاني، وحلف الناتو، وصندوق النقد الدولي، والأبناك ومؤسسات التمويل الدولية، فضلا عن عدد من كبار المسؤولين بالشركات العالمية، وبعض من أغنياء العالم، وعدد من الوجوه السياسية البارزة من القارة الأوربية. كما ستعرف هذه السنة زيارة لممثل القيادة العامة لقوات حلف شمال الأطلسي، وحضور الملكة صوفيا من إسبانيا، والأميرة بياتريكس من هولندا، ابنة مؤسس مؤتمر بلدربيرغ الأمير بيرنهارد. وبالعودة إلى سنوات الخمسينيات، حينما أرسل بيرنهارد الدعوات لحضور المؤتمر، كان ذلك من أجل مناقشة «مجموعة من المشاكل التي تواجهها الحضارة الغربية». أما اليوم، فتفضل مجموعة بلدربيرغ أن تطلق عليها تسمية «التوجهات الكبرى». أما التوجهات الكبرى هذه السنة حسب أجندة المؤتمر كما تم نشرها على الموقع الإلكتروني الرسمي للمؤتمر فتضم: «هل من المحتمل تحقيق انتعاش اقتصادي؟»، «تحول كبير في التكنولوجيا والشغل»، «الهندسة الجديدة للشرق الأوسط»، «الآفاق السياسية والاقتصادية للصين»، «هل توجد أي خصوصية؟» وغيرها من القضايا الراهنة. لكن الأمر المثير للسخرية هو أن يناقش المؤتمر الأكثر سرية في العالم مسألة وجود الخصوصية. أكيد أن الخصوصية يتمتع بها البعض. فبغض النظر عن كون الفندق الذي تم اختياره لاحتضان الملتقى بكوبنهاغن محاطا بجدار أمني مزدوج يصل طوله إلى ثلاثة أمتار، فضلا عن وجود عدد كثيف من عناصر الأمن الخاص لضمان عدم وجود أي دخلاء، فإن الخوض في مسألة الخصوصية بحضور أشخاص مثل المدير التنفيذي لمجموعة «غوغل»، إيريك شميدت، وعضو مجلس إدارة «فيسبوك»، بيتر ثييل، يدعو للسخرية أكثر. فهؤلاء الأشخاص يعرفون حق المعرفة كيف أصبحت حياة عدد كبير من الأشخاص في العالم جد شفافة للغاية. وما يزيد الطين بلة أنهم سيخوضون في ذلك رئيس جهاز المخابرات البريطاني، جون ساورس، وكيت ألكسندر، الذي تنحى منذ فترة قصيرة عن رئاسة وكالة الأمن القومي الأمريكية، وأشخاص آخرين كالفرنسي هنري دو كاستري رئيس «أكسا»، للتأمين والاستثمار. ربما لا يوجد أي شخص آخر أكثر اهتماما بتجميع المعطيات حول الأشخاص ومراقبة الجماهير من هذا العملاق في قطاع التأمين. فبالنسبة لهؤلاء تظل الخصوصية العدو الذي ينبغي محاربته، وشفافية الجماهير منجم الذهب الذي ينبغي الاستثمار فيه. مؤتمر بدون أجندة هذه الدورة، التي تشهد حضور وزراء خارجية إسبانيا والسويد، فضلا عن السكرتير العام للرئاسة الفرنسية، وكبار المسؤولين بالخارجية البريطانية، تطغى عليها الأزمة الأوكرانية، التي سيتباحث بشأنها المؤتمرون باهتمام شديد في حضور أطراف جد مهتمة بالأزمة، كالمدير العام لمجموعة إيرباص، توماس إندرس، إضافة إلى المدير العام ورئيس شركة «ساب» للدفاع والأمن، هاكان بوسخي، وماركوس والنبرغ. كما سيحضر الملتقى رجل الأعمال الأمريكي هنري كرافيس، صاحب صندوق استثماري، الذي استقدم للعمل ضمن فريقه الجنرال دايفيد بترويوس، المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي أي إي)، الذي يترأس في الوقت الراهن المعهد الدولي التابع لنفس الصندوق الاستثماري. من جهتها تصر مجموعة بلدربيرغ على القول بأنها لا تسعى من وراء الاجتماعات التي تنظمها لتحقيق أي أهداف. بيد أنه بالنسبة لأصحاب الصناديق الاستثمارية، ورؤساء الأبناك، ومصنعي السلاح، وشركات النفط، هناك دائما وأبدا هدف ينبغي تحقيقه. من يمكنه أن يقنع مالكي الأسهم بمجموعة «شيل»، على سبيل المثال، أنه «لا توجد» أهداف مرجوة من قيام رئيس المجموعة ومديرها التنفيذي بقضاء ثلاثة أيام مع أبرز الوجوه السياسية وصناع القرار في العالم. من يستطيع أن يقنعنا كذلك أن اللوبيات، الحاضرة بقوة في مؤتمر بلدربيرغ، التي قامت بجهود كبيرة لتمرير صفقة الشراكة من أجل التجارة والاستثمار العابرة للقارات (اتفاق التجارة الحرة بين الاتحاد الأوربي والولاياتالمتحدةالأمريكية) سيقفون مكتوفي الأيدي ولن يبذلوا أي جهد للتوقيع على الاتفاق الذي مازال في مرحلة المفاوضات. من جانبه وصف النائب البرلماني البريطاني، مايكل ميشر، مؤتمر بلدربيرغ ب «الجمعية السرية التي تضم الأغنياء والنافذين»، الذين يسعون إلى «تعزيز سيطرتهم على الأسواق وتوسيع نطاق تلك الهيمنة». كما أنهم يقومون بذلك «بعيدا عن أعين وسائل الإعلام والرأي العام». بيد أنه، خلال كل سنة تقوم الصحافة بالبحث أكثر وراء الحاجز الأمني المقام، وفي كل سنة تزداد حدة الأسئلة التي تطرح على المسؤولين السياسيين الذين يحضرون، لكنهم يأبون الحديث عما يجري خلف الأبواب المغلقة. عالم أحادي القطبية تغلب على مؤتمر بلدربيرغ لهذه السنة مخاوف المؤتمرين المؤيدين للعولمة من التمرد الروسي في الأزمة الأوكرانية والتقدم الكبير الذي حققته الأحزاب المناهضة لإقامة الاتحاد الأوربي في الانتخابات الأروبية الأخيرة، ما يشكل تهديدا حقيقيا لنظام العالم أحادي القطبية، الذي أمضت مجموعة بلدربيرغ أكثر من 60 عاما للمساهمة في بناء صرحه. وتروج أنباء غير مؤكدة حول كون المؤتمر الذي تشارك فيه نخب العالم سيدور حول كيفية تعطيل صحوة سياسية تهدد بعرقلة الأجندة طويلة المدى لبلدربيرغ والمتمثلة في تركيز السلطة في يد نظام فيدرالي عالمي موحد، وهو الهدف الذي سيساعد في تحقيقه اتفاق التجارة الحرة بين الاتحاد الأوربي والولاياتالمتحدةالأمريكية، الذي سيكون كذلك محورا رئيسيا في لقاء هذه السنة. وبما أن مجموعة بلدربيرغ سعت منذ العام 1955 لفرض نظام العملة الأوروبية الموحدة، فإن نتائج الانتخابات الأوربية الأخيرة جاءت كالصاعقة بالنسبة للمشاركين في مؤتمر بلدربيرغ، الذين تساورهم المخاوف بشأن تعرض جهود إقامة دولة الاتحاد الأوربي للنسف كنتيجة للمقاومة الشعبوية التي تتمحور بالأساس حول الاعتراض على سياسات الهجرة غير المتحكم بها. وبموازاة مع اتفاق التجارة الحرة الأمريكي الأوروبي وصدمة الانتخابات الأوروبية الأخيرة، ستخوض مجموعة بلدربيرغ في عدد من القضايا المحورية، التي تدور كلها حول كيفية تكثيف الجهود المتواصلة من أجل تركيز القوة الاقتصادية تحت مجموعة من الذرائع المختلفة، بما في ذلك الضريبة على انبعاث ثاني أوكسيد الكربون التي ستؤدى مباشرة للأمم المتحدة. كما أن الأزمة الأوكرانية وطبيعة العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي ستكون في جوهر أعمال مؤتمر بلدربيرغ للعام 2014. ويعتبر أنصار العولمة أن فلاديمير بوتين جعل روسيا في عزلة عن النظام العالمي الجديد لأنه تجرأ على «تحدي النظام الدولي»، على حد تعبير وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. وسيناقش مؤتمر بلدربيرغ هذه السنة المخاوف من مساعي بوتين لإقامة نظام عالمي بديل يضم الدول الصاعدة، كالصين والبرازيل، والهند، وجنوب إفريقيا، أو نظام «متعدد الأقطاب» سيقوم بالقضاء على الدولار كعملة احتياطية بالعالم، وإضعاف محور القوة الذي يضم أمريكا وأوروبا وحلف شمال الأطلسي بشكل كبير جدا. بلدربيرغ حسب أصحاب الدار تأسست مجموعة بلدربيرغ سنة 1954، وتسعى كل سنة من خلال مؤتمرها السنوي إلى تعزيز الحوار بين أوروبا وأمريكا الشمالية. وفي كل سنة توجه الدعوة لما بين 120 و150 شخصا، بينهم زعماء الدول والخبراء في مجالات الصناعة والتمويل، والبحث العلمي، ووسائل الإعلام من أجل المشاركة في المؤتمر. ويمثل الأوروبيون ثلثي الأعضاء المشاركين في المؤتمر، فيما يتحدر الباقون من أمريكا الشمالية؛ ويصل عدد المشاركين من المجال السياسي والحكومي للثلث، والثلثان المتبقيان من القطاعات المتبقية. وجاء تأسيس مجموعة بلدربيرغ كتتويج لفكرة أمير هولندا بيرنهارد، وبمبادرة من عدد من أثرياء العالم ومن أصحاب النفوذ والسلطة. ويعود اسم المجموعة إلى فندق بلدربيرغ في قرية أوستيربيك بهولندا حيث عقد أول اجتماع للمجموعة سنة 1954. وتعقد اجتماعات المجموعة بشكل سنوي في أوروبا، ومرة كل أربع سنوات في الولاياتالمتحدة أو في كندا؛ حيث يتم حجز فندق الاجتماع كاملا ويضرب حوله جدار عازل من السرية وتمنع وسائل الإعلام من الاقتراب من المكان، ولا يتم تقديم أي بلاغات للصحافة حول الاجتماعات. كما أنه يتعين على الأشخاص الذين يحضرون الاجتماعات الالتزام بالسرية، مع امتلاك كامل الحرية في استخدام المعلومات التي يتلقونها، شريطة عدم الكشف عن هوية صاحب المعلومة أو الجهة التي يمثلها أو أسماء الأشخاص الذين حضروا الملتقى. وتوجد لجنة تسيير داخلية للمجموعة تقوم باختيار الأعضاء الجدد وفق مؤهلات محددة من بينها عدم معاداة السامية ودعم الحركة الصهيونية. ويعرف عن أعضاء المجموعة بشكل عام إيمانهم بنظرية فابيان الاشتراكية، التي تطالب ب»السيطرة الديمقراطية على جميع أنشطة المجتمع». وترى النظرية أن أفضل سيطرة على الإنسان هي عبر «الحكومة العالمية»، وهي نظرية يشترك فيها فابيان مع الشيوعية. ورغم أن الملتقى هو فرصة أقوياء العالم للتداول بشأن التوجهات الكبرى أو أهم القضايا التي يواجهها العالم، فإن الساهرين على تنظيم مؤتمر بلدربيرغ يصرون على القول بعدم وجود أي أجندة مفصلة، ولا يتم اقتراح أي قرارات، ولا يتم التصويت خلال المؤتمر، ولا يصدر عنه أي توصيات.