لم يجد سكان حي يعقوب المنصور بدا من توجيه رسائل الاحتجاج إلى المسؤولين بسبب غياب الإنارة العمومية في بعض الشوارع الكبيرة بالحي المذكور، خاصة بدوار الرجاء في الله، حيث تعطلت الكثير من الأعمدة الكهربائية، ولم تتكلف الجهات المعنية إلى حدود اليوم بإصلاحها أو حتى الاستجابة لمطالب السكان. وحسب السكان، فإن بعض الشوارع المتقاطعة مع شارع السلام، أحد أكبر الشوارع بيعقوب المنصور، أصبحت تعيش في الظلام الدامس منذ شهور دون أن يتدخل أحد، إذ أصبح لازما على السكان استخدام بطارياتهم الكهربائية أو حتى هواتفهم لإنارة الطريق في الليل. شارع السلا الذي توجد فيه مقاطعة يعقوب المنصور والكثير من المحلات التجارية والقريب جدا من الساحل الأطلنتي، بات هو أيضا يعاني من مشكل الإنارة العمومية خاصة في الجزء المحاذي لقيسارية وادي الذهب. وأبرز السكان، في تصريحات متطابقة للجريدة، أن مشكل الإنارة العمومية بحي يعقوب المنصور ليس جديدا كما قد يعتقد البعض، بل سبق للسكان أن وجهوا الكثير من الرسائل الاحتجاجية وعقدوا مجموعة من الاجتماعات لبحث الطريقة التي سيتم بها حل هذا المشكل "إذ سبق لنا أن تلقينا الكثير من الوعود بشأن تجديد المصابيح وتثبيت أعمدة جديدة في الأزقة المظلمة لكن لا شيء من ذلك تحقق، عدا تجديد بعض المصابيح التي سرعان ما أصيبت بالعطل هي أيضا"، مضيفين في هذا السياق أن المشكلة الحقيقية التي يعاني منها السكان تتمثل بالأساس في غياب الأمن في بعض الأزقة والشوارع أمام انتشار المتسكعين والسكارى" إذ تصبح الأماكن المظلمة مرتعا أساسيا لهؤلاء". في هذا السياق، قال السكان إنهم أصبحوا يخشون على أنفسهم ويخشون على أبنائهم بسبب مشكل الأمن "ولذلك نطالب دائما بتوفير الإنارة العمومية للحيلولة دون اجتماع بعض المتسكعين الذين يحولون حياتنا إلى جحيم، ولا نفهم كيف أننا طالبنا عشرات المرات بشكل رسمي وغير رسمي بإصلاح المصابيح وتثبيت أخرى جديدة بيد أنه لم تتم الاستجابة لمطالبنا، إنها مطالب مشروعة لأن الأمور مرشحة للتفاقم في الأيام المقبلة"، مؤكدين في الآن نفسه "صحيح أن ثمة مجهودات كبيرة تقوم بها دوريات الأمن في الليل في الآونة الأخيرة، وصحيح أيضا أن الوضعية الأمنية في الحي المذكور تحسنت كثيرا، لكن صحيح أيضا أن غياب الإنارة العمومية يؤزم مشكل الأمن بشكل كبير. وقال السكان في معرض حديثهم عن المعضلة إنهم سيقومون بمحاولة أخيرة لتنبيه المسؤولين إلى خطورة عدم حل مشكل الإنارة العمومية عبر بعث رسالة رسمية إلى كل من رئيس المقاطعة ووالي المدينة"، وإذا لم يتحقق شيء فإن العديد من الجمعيات المدنية مستعدة للاجتماع وتدارس الخطوات النضالية الضرورية.