أطلق رجل أمن بتطوان، مساء يوم الجمعة الماضي، خمسة عيارات نارية بحي «الكاريان» بعد محاصرته من طرف معارف وعائلة وجيران أحد تجار المخدرات القوية المعروف بنشاطه الكبير في هذا المجال، إذ تحول الحي إلى ساحة حرب بين هؤلاء وبين رجال الأمن الذين حاولوا اعتقال المتهم الملقب ب«دوبيزا». فيما عرفت مدينة الفنيدق، بدورها، مواجهات بين عناصر الأمن ومبحوث عنهم بعدة تهم، من بينها الاتجار في المخدرات، استعملت فيها السيوف والأسلحة البيضاء، مما أسفر عن إصابة رجل أمن بجروح خلال تدخله رفق زملائه لاعتقالهم. وأفادت مصادر «المساء» أن المواجهات الدامية بين عناصر الأمن وتجار المخدرات الصلبة في حي «الكاريان» انطلقت حينما أقدم رجل أمن رفقة زملائه على اعتقال تاجر مخدرات معروف، قبل أن يفاجأ بمحاصرتهم من طرف أقارب المعني بالأمر وبعض الشبان من قاطني الحي مدججين بالأسلحة البيضاء، محاولين الاعتداء عليه بشكل جماعي، مما أرغمه على إطلاق ستة عيارات نارية تحذيرية في الهواء، دون أن تصيب أي شخص. وسمع دوي إطلاق الرصاص بجوار الحي مما أثار هلع المواطنين. وأشارت مصادر الجريدة إلى أن أفراد عائلة المتهم حاصروا رفقة العديد من شبان الحي الدورية الأمنية، محاولين تخليصه من أيديهم، مستعملين أسلحة بيضاء وهروات، مما أرغم الشرطي الذي كان يقود عملية الاعتقال على استعمال سلاحه الوظيفي دفاعا عن نفسه. بعد الحادث بدقائق عرف حي «الكريان» إنزالا أمنيا كبيرا لتأمين عملية نقل المتهم إلى مقر ولاية أمن تطوان، والتعرف على هويات الشبان الذين هاجموا رجال الأمن وحاصروهم بالأسلحة البيضاء والحجارة، فيما فتحت ولاية أمن تطوان تحقيقات معمقة للكشف عن الملابسات الحقيقية للحادث غير المسبوق في تطوان، الذي كشف عن خطورة هذه الشبكات والتهديدات الكبيرة التي أصبحت تشكلها على مصالح الأمن بتطوان. وفي اليوم الموالي عرف حي «الحومة الكحلة» بمدينة الفنيدق، حالة مماثلة، إذ أصيب عنصر من فرقة الأبحاث الجنائية التابعة لمفوضية الفنيدق بإصابات بليغة في الصدر وبعض أطراف ذراعه خلال عملية اعتقال ثلاثة أشخاص مبحوث عنهم بتهم مختلفة، كانوا على متن سيارة بعد مطاردة دامت أزيد من ساعة من الزمن أسفرت عن مواجهة عنيفة بين الطرفين. وتفجرت المواجهات بعدما تجند ضابطان من الفرقة ذاتها وتمكنا من التربص للمتهمين الذين لاذوا بالفرار بمجرد رؤيتهم للعناصر الأمنية، لتنطلق عملية مطاردة هوليودية بأزقة مدينة الفنيدق، تمكنت بعدها العناصر الأمنية من محاصرتهم. وبعدما وجد المتهمون أنفسهم محاطين بعناصر الشرطة، شرعوا في الاعتداء عليهم بالأسلحة البيضاء قبل أن تتمكن عناصر الأمن من السيطرة عليهم وشل حركتهم. وبعد عملية تنقيطهم، تبين لرجال الأمن أن أحدهم مبحوث عنه بموجب مذكرة بحث وطنية بتهمة الاتجار في المخدرات، وآخر مبحوث عنه بتهمة تزوير السيارات. حيث تم إخضاع الجميع لتدابير الحراسة النظرية إلى حين عرضهما على أنظار النيابة العامة بتطوان.