حجزت مصالح الأمن بمنطقة البرنوصي بالدار البيضاء 800 كيلوغرام من اللحوم الفاسدة (كبد، أمعاء، ضرع، كعاوي..) على متن عربة مجرورة بحي الغلام بأناسي، كان صاحبها بصدد توزيعها على مجموعة من محلات الأكلات السريعة والعربات العشوائية التي تنتصب بالشوارع العامة. العناصر الأمنية طاردت المشتبه فيه الذي فر بعدما استفسرته عن محتويات العربة، وتم توقيفه وحجز العربة والحصان، كما تم توقيف شخص آخر اعترف صاحب العربة بكونه مزوده بهذه اللحوم. وتم تقديم الموقوفين، صباح أمس الخميس، أمام أنظار النيابة العامة للنظر في التهمة الموجهة إليهما. وأضافت المصادر ذاتها أن الموقوفين اعترفا بأنهما ليسا الوحيدين اللذين يقتنيان هذه الأحشاء ويوزعانها بهذا الشكل، بل هناك مئات الأشخاص، وأنها تباع «في العلن» أمام أعين كل السلطات والجهات المسؤولة بالسوق العشوائي المسيرة بتراب عمالة مقاطعات مولاي رشيد، حيث يصل سعر الكبد إلى 30 درهما للكيلوغرام الواحد، علما أن سعره الحقيقي يتجاوز أحيانا 120 درهما للكيلوغرام الواحد، و»التقلية» تتوفر بالسوق المذكور بسعر 5 أو 6 دراهم حالها حال «الكعاوي» و«الضرع».. وأضافت المصادر ذاتها أنه تم استدعاء المصالح البيطرية بمنطقة البرنوصي فأكدت أن اللحوم المحجوزة فاسدة وتشكل خطرا كبيرا على صحة المواطنين، وقد تم إشعار النيابة العامة التي أمرت بوضع الموقوفين رهن تدابير الحراسة النظرية. ويذكر أن سوق المسيرة بمقاطعة مولاي رشيد يشكل نقطة سوداء وهو في حد ذاته، تقول مصادر من داخل السوق، خطر على الصحة العمومية نظرا للطريقة التي يتم بها بيع الخضر والفواكه، والتي تباع أحيانا على شكل أجزاء، إضافة إلى اللحوم حيث تشكل السوق ذاتها مصدرا مهما لتوزيع اللحوم الفاسدة. ويشار إلى أن السلطات المسؤولة لم تفلح في إعادة تأهيل هذا السوق بعدما رفض مجموعة من التجار به الانتقال إلى محلات تجارية بالسوق النموذجي الجديد الذي لا يبعد كثيرا عن سوق المسيرة.